منطقة غابات تتسم بالجمال في ضواحي القدس تلك التي عثرت فيها الشرطة الإسرائيلية على جثة الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير البالغ من العمر 17 عاما.
وكان أبو خضيرة قد اختفى قبلها بساعات.
وأكد أقاربه أنه استيقظ مبكرا وتوجه لأداء صلاة الفجر في مسجد بالمنطقة التي يسكن فيها بالقدس الشرقية. وشوهد وهو يُجبر على ركوب سيارة نقل ركاب متوسطة الحجم فان .
وقالت سها، والدة محمد لـ بي بي سي: الجيران أخبروني بأن هناك شخصا قد اختطف، فطلبت منهم بالبحث في المسجد واتصلت بهاتف ابني، لكنه كان مغلقا، وظللت اتصل به، لكني لم أسمع سوى صوت صمته .
وأضافت سها : ابني لم يتجاوز السابعة عشر، كان ولدا مسالما لم يتسبب أبدا في أي مشكلات، وكان محبوبا من الجميع.
وأشارت تقارير إلى أن السيارة نفسها استخدمت في محاولة اختطاف في وقت سابق.
والافتراض الذي قفز إلى الإذهان فورا هو أن مقتل محمد جاء انتقاما لمقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين شبان، عثر على جثثهم في الضفة الغربية، الاثنين الماضي.
ويتكهن الكثيرون بضلوع مستوطنين يهود من القدس الشرقية في قتل الصبي.
وفي منطقة شعفاط، في شمال شرقي مدينة القدس، جاء رد فعل غاضب. فقد ألقى فلسطينيون الحجارة على قوات الشرطة الإسرائيلية المدججة بالسلاح.
وكانت هناك محاولات لتحطيم محطات الانتظارعلى خط الترام الإسرائيلي.
وردت الشرطة الإسرائيلية بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وانتشرت فرق الخطف لاعتقال الفلسطينيين.
وقال سامر، وهو شاب فلسطيني: يجب أن نمنع حدوث هذا مرة أخرى، إنه أمر بين الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي.
وأضاف صديقه سيف : لا يوجد أحد يحمينا هنا، والشرطة الإسرائيلية جاءت لحماية المستوطنين، الذين يأتون لمهاجمتنا طوال الوقت، يحاولون استفزازنا خاصة في القدس.
والقدس الشرقية يسودها غالبا التوتر، واحتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم ضمتها بعد ذلك في خطوة لم يعترف بها دوليا.
ومنذ هذا الوقت دخلها عدد كبيرمن المستوطنين اليهود. ويعتبر وجودهم غير شرعي وفقا للقانون الدولي رغم أن إسرائيل تتحدى هذا، حيث ترى أن مدينة القدس بأكملها هي عاصمتها.
يسعى الفلسطينيون لإعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة مستقبلا.
ويتمتع الفلسطينيون المقيمون في القدس الشرقية بحق الإقامة في إسرائيل، لكنهم ليسوا مواطنين إسرائيليين.
وتؤكد الشرطة الإسرائيلية أنها تتعامل مع قضية مقتل الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير بجدية ويجري حاليا تحقيق شامل.
وقالت الشرطة إنها بدأت البحث عنه فور الإبلاغ عن اختفائه.
وقال ميكي روزنفيلد، المتحدث باسم الشرطة : أغلقنا الطرق على الفور وبحثنا عنه، وبعد ساعة ونصف عثرنا على الجثة في غابة بالقدس.
وأضاف : التوجه الرئيسي حاليا هو البحث فيما إذا كانت وراء الحادث دافع جنائية أو قومية .
ويفكر غالبية سكان القدس الشرقية حاليا في الدافع وراء جريمة القتل.
ومن المتوقع تزايد حدة التوتر مرة أخرى، خاصة أثناء جنازة الشاب الفلسطيني اليوم الخميس.
وأعرب سكان بالمدينة عن قلقهم من هذا الحاث، والذي قد يتسبب في دورة عنف جديدة.






0 التعليقات:
إرسال تعليق