واصلت بعض الصحف الأجنبية اهتمامها بالتعليق على المؤشرات الأولية للانتخابات الرئاسية، التى عقدت الأسبوع الماضى بين المشير عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى، قائلة إن السيسى فاز بالجائزة الكبرى، وإن شعبيته من الصعب قياسها، مطالبة السيسى بتغيير مساره وإلا قد يواجه مصير أسلافه.
وفى الصحف الأمريكية، رأت صحيفة «يو إس إيه توداي» أن الفوز الساحق للسيسى فى التصويت الرئاسى ربما يؤدى إلى توسيع رقعة الانقسام الموجودة بالفعل بين المعارضة والأمة عموما، موضحة أن الانتصار الساحق كان مختلطا بدلائل قليلة على وجود معارضة ذات مصداقية، فضلا عن انخفاض إقبال الناخبين.
وذكرت مجلة «تايم» الأمريكية أنه رغم ما سُمى «الانتصار الكاسح» للسيسى، فإن تراجع نسبة الإقبال الانتخابى أدى إلى «تقويض صورة المنقذ التى لازمته فترة طويلة، وإلى حرمانه من التفويض الشعبى الذى سعى إليه بفارغ الصبر».
ورأت المجلة أن نتائج الانتخابات لم تكن أمرا مشكوكا فيه أبدا، ولكن انخفاض الإقبال الانتخابى كان «محرجا بشكل ألقى بظلاله على فوز السيسي»، خاصة بعد طلب المشير «تفويض من الجمهور المصرى» يصل إلى 40 مليون مصرى على الأقل.
واعتبرت مجلة «ذا ويك» الأمريكية أن الأخبار الجيدة هى فوز السيسى – الرجل القوى حسب تعبيرها – وسحق منافسه حمدين صباحى الذى تراجع إلى المركز الثالث بعد ارتفاع عدد الأصوات الباطلة على الأصوات المسجلة لصالحه، مضيفة أن الأخبار السيئة هى تراجع نسبة الإقبال الانتخابى بشكل محرج إلى 40%، منخفضة عن انتخابات عام 2012 التى وصلت إلى 52%.
وقالت المجلة إن السيسى فاز بالجائزة الكبرى، وهى الرئاسة، مضيفة أن المشير عليه العمل على تأسيس ولاية حكم قوية والحصول على شرعية مقبولة.
وفى الصحف البريطانية، سلطت صحيفة «جارديان» الضوء على الجدل الدائر حول دقة أرقام المصوتين بالانتخابات، قائلة إن
الجدل لا ينفى الفوز الكاسح للمشير بهذه العملية الانتخابية والذى وصل إلى أكثر من 90% من نسبة التصويت، وهو الرقم الذى لم يتحقق فى أى عملية انتخابية بعد 2011.
وذكرت الصحيفة أن عملية الانتخابات الرئاسية سبقها بعض ما يراه قطاع كبير من الشباب المصرى تجاوزات من قبل المؤسسة الأمنية ضد المتظاهرين والمعارضين السياسيين وبعض الصحفيين، مما قد يشكل عاملا كبيرا وراء مقاطعة الشباب للانتخابات الأخيرة، لافتا إلى أن نسبة المشاركة قد تبدو ضئيلة، بسبب تطلعات حملة السيسى التى أرادت نسبة مشاركة تصل إلى 80%، وهو رقم يصعب تحقيقه فى أى عملية انتخابية – حسب قول الصحيفة.
ونصحت مجلة «إيكونوميست» البريطانية السيسى بتغيير مساره، وإلا فمن المحتمل أن يواجه مصير أسلافه، حسب قولها، مضيفة أن رئاسة السيسى بدأت «بداية محرجة».
وفى مقاله بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، رأى الكاتب البريطانى روبرت فيسك أن السيسى حقق «انتصارا مذهلا لا يصدق حرفيا»، مضيفا أن الإنجاز الذى تحقق يضع السيسى جنبا إلى جنب مع «عمالقة التاريخ العربى الحديث»، وهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأنور السادات، والرئيس الأسبق حسنى مبارك، والرئيس السورى الراحل حافظ الأسد.
فيما اعتبرت افتتاحية صحيفة «جلوب آند ميل» الكندية أن فوز السيسى بمنصب الرئاسة «لم يكن مفاجأة»، قائلة إن «سيطرة الحكم العسكرى تقريبا على جميع أشكال الخطاب السياسى فى مصر التى سبقت التصويت أدت إلى تأمين نجاح المشير».
0 التعليقات:
إرسال تعليق