مع بزوغ شمس الثلاثين من يونيو يكون قد مر العام الأول على ثورة أذهلت العالم، يحتفل بها الشعب المصري وسط مناخ عام يسوده التفاؤل بتحقيق الحلم واتمام «خارطة الطريق».
«30 يونيو».. ثورة لم يشهد العالم مثلها من قبل في ثوراته الكبرى كالثورة الفرنسية التي نادت بالحرية والمساواه، قامت ضد نظام استولى على الحكم تحت دعاوى «الاسلام هو الحل»، و«إقامة الشريعة الإسلامية».. خرج الملايين في ميادين مصر رافضين «حكم المرشد» يطالبون بعزل الرئيس محمد مرسي وإسقاط حكم الجماعة، وطالب الشعب قواته المسلحة بتلبية إرادة الشعب فلبى المشير عبدالفتاح السيسي، وقيادات القوات المسلحة النداء وأيدت الثورة المصرية وأعلنت عن خارطة الطريق التي وافق عليها الشعب المصري، وكان أول استحقاق تم تنفيذه هو إقرار الدستور الجديد ثم انتخاب رئيس جديد المشير عبدالفتاح السيسي.
أعلن شعب مصر في ثورتيه للعالم أجمع رؤيته الواضحة وتطلعاته وأهدافه المشروعة وهي «العيش والحرية والعدالة الأجتماعية والكرامة الإنسانية والسيادة الوطنية»، وطالب بإقامة دولة المواطنة دولة لكل المصريين تحمي حقوق المواطنة دون تمييز أو تهميش أو إقصاء وتحقق التقدم الشامل والسيادة والوطنية.
عجزت جماعة الاخوان عن إدراك أن الشعب هو صاحب الشرعية ومصدر السلطات، حيث خرج الشعب ليعلن عن نهاية العقد الذي كان بينه وبين النظام الحاكم بعد فشله في احترام الدستور والقانون والحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وظهرت حركة «تمرد» الشبابية التي طبعت استمارات بيضاء لإعلان العصيان على مرسي، والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وفى أقل من شهر ونصف استطاعت الحركة جمع أكثرمن 22 مليون توقيع من القرى والنجوع والأحياء والمدن.
قوة الشعوب لايمكن قهرها أبدا مهما طال الزمن، وطريق التغيير يأتي دائما من حيث تأتي الإرادة الشعبية والتصميم ولايأتي بالخنوع والاستسلام، فالشعب المصري العريق يؤكد بهذ الثورة على عظمته، فهذه الثورة أحيت في الشعب معاني كالترابط والحب والتكافل من أجل هدف عام وليس خاص، كما نجحت الإرادة الشعبية في عزل رئيس منتخب قبل أن يكمل مدته القانونية التي يعتبرها البعض انقلابا على الشرعية الدستورية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق