الأحد، 25 يناير 2015

بروفايل «المواطن المبرراتى»

«إنما قتله من أخرجه».. مقولة القائد العسكرى العربى عمرو بن العاص، التى أطلقها بعدما استدعى الصحابة والتابعون حديثا قديما للرسول محمد قال فيه: «ويح عمار. تقتله الفئة الباغية»، عقب مقتل الصحابى «عمار بن ياسر»، وجدت طريقها بعد حوالى 1400 عام من إطلاقها لتدور فى شوارع مصر التى دخلها الإسلام على يديه، ولكن بطريقة مصرية استخفت بموت مئات قتلوا خلال أيام الثورة وأحداثها، التى امتدت على مدار السنوات الماضية. فخلال سنوات أربع لم يتوجه الناس بسؤالهم للقاتل بل ساءلوا الضحايا: «إيه اللى وداهم هناك؟»، وهى الجملة التى شهدت انتشارها الأوسع، عقب قيام جنود تابعين لقوات المظلات بسحل فتاة وتعريتها خلال مشاركتها فى التظاهرات المعروفة إعلاميا بأحداث مجلس الوزراء فى ديسمبر 2011. الموقف الرافض اتهام السلطة اتخذه منذ أيام الثورة الأولى مواطنون أطلقت عليهم بيانات المجلس العسكرى فئة «المواطنين الشرفاء»، تطوعوا بالذهاب يوميا لميدان التحرير، ليقنعوا الثوار بمغادرة الميدان «وإدوا الراجل فرصة.. هو قال كلها 6 شهور وماشى»، كما دعوا وقتها لتذكر مآثر الرئيس الأسبق حسنى مبارك: «ده راجل عسكرى وحارب فى أكتوبر.. إيه يعنى فيه شوية فساد، ما هو قال هيطهر البلد فى الست شهور اللى فاضلين». ومع زيادة استخدام المصريين لوسائل التواصل الاجتماعى، بعد ما اكتسبته من سمعة باعتبارها شرارة إطلاق الثورة، ولد ما يسمى اللجان الإلكترونية التى كان قوامها مواطنين يتبنون رؤية السلطة للثورة وأحداثها، باعتبارها مؤامرة خارجية، أو أنها ثورة قامت بها جماعة الإخوان المسلمين قبل أن ينضم إليها «شباب طاهر مضحوك عليه». بينما ذهب البعض لنقطة أبعد، مستلهمين مقولة أطلقها ملحن شاب مشهور أكد فيها أن: «مفيش ثورة.. كلها فوتوشوب». لكن مع كون جماعة الإخوان المسلمين نفسها شريكا فى السلطة منذ استفتاء 19 مارس 2011، وما تلاها من سيطرتهم على المجالس النيابية ثم الوصول لسدة الحكم، شاركت الجماعة بفاعلية فى التبرير، ووجهت جهود أعضائها من المتعاملين مع شبكات التواصل الاجتماعى لنقل مقولات القيادات، وأبرزها جملة سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب وقتها، التى قالها من فوق مقعده كرئيس للمجلس، عقب أحداث استاد بورسعيد: «الداخلية معندهاش خرطوش».

هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه





0 التعليقات:

إرسال تعليق