أصبحت تكنولوجيا المعلومات مرتبطة بتطور المجتمعات في عصرنا الحاضر، وتعد الوسيلة الأكثر أهمية لنقل المجتمعات النامية إلى مجتمعات أكثر تطوّراً. فهي تساهم بطريقة مباشرة في بناء مجتمع جديد يعتمد على خدمات معلوماتية إلكترونية ذات صلة مباشرة بخدمات الاتصال والإنتاج والتعليم . وعليه، يبرز سؤال مهمّ يتمحور في ما إذا كانت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقدّم للبلدان النامية القدرة على تخطي الفقر، وتخطّي المراحل التقليدية للتنمية، والانتقال بذلك إلى مسار معرفي يستند إلى النمو ويتمتع بقيمة مضافة اكبر.
من الواضح أنّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمفردها هي مجرّد أداة، والأدوات ليست بديلاً عن الحاجة إلى التنمية الحقيقية، غير أنّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقدّم أدواتٍ من شأنها تسريع التنمية وإعادة هيكلتها عبر تأمين نفاذٍ أكثر تناسقاً إلى المعلومات، فمزيد من الناس أصبحوا يحصلون على مزيدٍ من المعلومات كلّما وأينما احتاجوا إليها. أمّا أثر هذا، فيتمثّل بتغييرات عميقة في بنى الأسواق والمنظمات وأنماط السلوك الاقتصادي والإداري القائمة قبل عصر الإنترنت.
والتكنولوجيا والتطور العلمي الذي وصلنا إليه لم يأتي من فراغ، بل بجهود وإسهامات هائلة من قبل علماء وباحثين ومخترعين من شتى بقاع الأرض أفنوا حياتهم لخدمة العلم والبشرية، فمنهم من أكمل نظرياته، ومنهم من ساعد بأبحاثه مخترع آخر آتى بعد وفاته، ومنهم من دفع حياته ضريبة لتقديم هذا العلم! فلولا ما قدموه من ثورات علمية ما كنا نصل إلى ما وصلنا إليه من تقدم الآن.
والآن نستعرض هؤلاء العلماء الأكثر تأثيراً في التاريخ.
1- إسحاق نيوتن (1643 – 1727)
يمكنك القول عن نيوتن أنه فيزيائي، عالم رياضيات، عالم فلك، فيلسوف، كيميائي، لاهوتي، وواحد من أكثر الرجال تأثيراً في تاريخ البشرية. قدم كتابه “الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية” ليُصبح الكتاب الأكثر تأثيراً في تاريخ العلم.
قدم “نيوتن” قانون الجاذبية الأرضية الشهير، وقدم مساهمات هامة في مجال البصريات، وشارك في وضع أسس التفاضل والتكامل، وقام بصياغة قوانين الحركة وقانون الجذب العام، وقام بصناعة أول مقراب عاكس عملي، ووضع نظرية عن الألوان، كما صاغ قانون عملي للتبريد ودرس سرعة الصوت.
وقد إختاره علماء الجمعية الملكية في بريطانيا في إستطلاع أقامته الجمعية عام 2005 بأنه أكثر من أفاد العلم على مدار التاريخ
2- ألبرت أينشتاين (1879 – 1955)
فيزيائي ألماني، أشهر ما قدمه هو نظريته النسبية. وقد حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 تقديراً لإسهاماته في الفيزياء النظرية، وإكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي. ويعد “أينشتاين” أحد أهم علماء الفيزياء على الإطلاق.
إشتهر بأنه “أبو النسبية” كونه واضع النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة الشهيرتين اللتان كانتا اللبنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة.
ولأينشتاين أبحاث في تكافؤ المادة والطاقة وميكانيكا الكم وغيرها، وأدت إستناجاته وأبحاثه الُمبرهنة إلى تفسير العديد من الظواهر العلمية التي فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها.
في عام 1999 إختارته مجلة تايم كشخصية القرن. وقد أصبح إسم “أينشتاين” إسماً مرادفاً “للعبقرية”.
3- نيكولا تيسلا (1856 – 1943)
مخترع ومهندس صربي، غالباً ما يوصف بأنه أهم عالم ومخترع في العصر الحديث، لما له من إسهامات ثورية في مجال الطاقة الكهرومغناطيسية في أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن الـ 20.
وقد وضعت براءات إخترعات “تيسلا” وأعماله النظرية الأسس للطاقة الكهربائية ذات التيار المتناوب ( التيـار المتــردد ) ، بالإضافة إلى إختراعه المحرك الكهربائي الذي يعمل على نفس نوعيـة التيار .. وقد ساعدت هذه الإخترعات البشر على النهوض بالثورة الصناعية الثانية.
له أعمال في مجالات الإتصالات اللاسلكية، وإخترع الراديو المذياع، وقد ساهم في تطوير الإنسان الآلي، والرادار، والتحكم عن بعد، وعلوم الكمبيوتر، والتمدد البالستي والفيزياء النووية والفيزياء النظرية.
ولهذا فهناك عدة تسميات تم إطلاقها على “تيسلا” منها :
“أبو الفيزياء” و“الرجل الذي إخترع القرن العشرين” و“القديس شفيع الكهرباء الحديثة”.
4- جاليليو جاليلي (1564 – 1642)
فيزيائي وعالم فلك إيطالي، من أهم إنجازاته تطوير التلسكوب وإدخال تحسينات عليه مما سهل عمليات الرصد الفلكية. وقد لُقب جاليليو بوالد علم الفلك الحديث والفيزياء والعلم.
كان ممن إتبع الطرق التجريبية في البحوث العلمية، وبحث في الحركة النسبية وقوانين سقوط الأجسام وحركة الجسم على المستوى المائل والحركة عند رمي شيء في زاوية مع الأفق وإستخدام البندول في قياس الزمن، وأدخل تحسينات على تصميم البوصلة، وإخترع الترمومتر.
وقد أمضى “جاليليو” السنوات الأخيرة من حياته تحت الإقامة الجبرية في منزله بناءاً على أوامر من محاكم التفتيش بسبب آراءه المخالفة للكنيسة والتي كانت مسيطرة على كل مفاصل الدولة حينها.
5- ليوناردو دا فينشي (1452 – 1519)
ليوناردو دا فينشي وهو موسوعي إيطالي، فهو خبير في علم الرياضيات، مهندس، مخترع، خبير تشريح، رسام، نحات، معماري، عالم نبات، موسيقي، وكاتب! كانت أعماله ومكتشفاته وفنونه نتيجة لشغفه الدائم للإكتشاف والبحث العلمي.
يمكنك أن تصفه بأنه رجل النهضة في إيطاليا.
وعلى الرغم من أن الكثير من إختراعاته لم يتم إستخدامها، حيث لم يُكمل أغلب أبحاثه، إلا أن ذلك سهَّـل لمن تبعه كل الصعاب ولم يترك لهم إلا التنفيذ.
فقد وضع “ليوناردو” تصوره للطائرة الهليوكوبتر والدبابة والآلة الحاسبة وغيرها. وله إسهامات أيضاً في علم التشريح، والهندسة المدنية، والبصريات، والهيدروناميكا. ومن أشهر لوحاته الفنية لوحة “العشاء الأخير” و”الموناليزا”.
6- تشارلز داروين (1809 – 1882)
عالم تاريخ طبيعي وجيولوجي بريطاني، إشتهر بنظرية التطور ومبدأ الإنتخاب الطبيعي حول نشأة الإنسان. إكتسب داروين شهرته كواضع لنظرية التطور والتي تنص على أن كل المخلوقات الحية تنحدر من أسلاف مشتركة ، وأن الإنسان والقــرد يعــودان إلى أصــل واحــد ..
وقد قام بتطوير نظريته الشهيرة في الإنتخاب الطبيعي عام 1838، ولكن مع إداركه لردّة الفعل الذي يمكن أن تُحدثه هذه النظرية لم يقم بنشرها. وفي عام 1858 بلغ “داروين” أن هنالك رجل آخر وهو “ألفريد رسل ووليس” يعمل على نظرية مشابهة لنظريته مما أجبر “داروين” على نشر نظريته.
ويعد “داروين” من أشهر علماء علم الأحياء، وقد ألف عدة كتب في ما يخص هذا الميدان، لكن نظريته الشهيرة ووجهت بإنتقاد كبير وخصوصاً من طرف رجال الدين في جميع أنحاء العالم.
وتقديراً لما قدمه “داروين”، كان واحداً من أصل خمسة أشخاص فقط من شخصيات خارج الأسرة المالكة يتم تكريمهم في جنازة رسمية في القرن التاسع عشر.
7- ماكس بلانك (1858 – 1947)
عالم فيزياء ألماني، يُعتبر مؤسس نظرية الكم، وهو واحد من أهم علماء الفيزياء في القرن العشرين.
قدم العديد من الإسهامات في الفيزياء النظرية، لكن يرجع ذيــوع صيته في المقام الأول إلى دوره البارز في إنشاء نظرية الكم، حيث تُعد نظريته ثورة في فهمنا لما هو ذري وما هو دون ذري، مثلها مثل نظرية “ألبرت أينشتاين” النسبية وثورتها في فهمنا للمكان والزمان.
وقد أدت إكتشافاته إلى تطوير التطبيقات الصناعية والعسكرية والتي تؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا الحديثة.
وكانت حياته في خطر دائماً بسبب مواقفه المعادية للنازية، وقد تم إعدام إبنه عام 1945 لأنه شارك في المؤامرة الفاشلة لإغتيال هتلر.
8- نيلز بور (1885 –1962)
فيزيائي دنماركي قدم إسهامات بارزة لفهم وصياغة البنية الذرية وميكانيكا الكم، ولهذه الأسباب حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1922.
كان رئيس لجنة الطاقة الذرية الدنماركية ورئيس معهد كوبنهاجن للعلوم الطبيعية النظرية. وقد حصل “نيلز” على الدكتوراة في الفيزياء عام 1911، ثم سافر إلى كمبريدج ودرس فيها تحت إشراف العالم “جوزيف تومسون” مكتشف الإلكترون، وإنتقل بعدها إلى مانشستر ليدرس على يد العالم “إرنست رذرفورد” مكتشف نواة الذرة، ليقدم بعدها نظريته عن بناء الذرة.
وقد تم تصنيف”بور” على أنه واحد من علماء الفيزياء الأكثر تأثيراً في القرن العشرين.
9- آلان تورنج (1912 – 1954)
عالم رياضيات إنجليزي، ويُعتبر الأب الروحي لعلم الحاسوب الحديث، قام بدراسة الرياضيات فى جامعة كامبريدج ثم قام بالتدريس فيها لاحقاً ووضع مفهومه الذى ينص على إنه لا يمكن حل أو حساب جميع المشاكل الرياضية بالطريقة التلقائية، ويعتبر هذا المفهوم هو الأساس لمفهوم الحاسبات الحديثة وهو ما يعرف الآن بإسم “آلة تورنج”.
تأتي أهمية نموذج ”آلة تورنج” في بساطته مقارنة بجهاز الحاسوب المعقد، وبالرغم من ذلك فهو قادر على تنفيذ كل قاعدة خوارزمية قابلة للتنفيذ بواسطة أي حاسوب متطور، لذلك يمكن معرفة فيما إذا كانت عملية معينة قابلة للتنفيذ بواسطة الحاسوب أم لا عن طريق فحصها بواسطة “آلة تورنج”، وهذا ما يعرف بإسم “قابلية الحساب”.
خلال الحرب العالمية الثانية كان له دوراً محورياً فى فك شفرات البحرية الألمانية ليوفر بذلك معلومات حيوية ومخابراتية لبريطانيا وللحلفاء.
10- ماري كوري (1867 – 1934)
عالمة فيزيائية وكيميائية من بولندا، وهي رائدة في مجال النشاط الإشعاعي، وهي الوحيدة التي حصلت على جائزة نوبل في نوعين مختلفين من العلوم، وكانت أول سيدة تقوم بالتدريس في جامعة باريس. وقد أسست “ماري” معاهد كوري في فرنسا وبولندا.
من أهم إنجازاتها إنشاء نظرية النشاط الإشعاعي “وهو المصطلح الذي قامت بصياغته”، ووضع تقنيات لعزل النظائر المُشعة، وإكتشافها لأثنين من العناصر الكيميائية “الراديوم والبولونيوم”. وقد قامت برعاية أولى الدراسات في العالم التي أجريت لعلاج السرطان بإستخدام النظائر المُشعة.
مصدر هذا الموضوع : 10 علماء الأكثر تأثيراً في التاريخ
0 التعليقات:
إرسال تعليق