ينتشر داء الثعلبة بشكل كبير بين العديد من الأشخاص، فيعتبر من ضمن الأمراض الجلدية، ويعتبر داء الثعلبة عضوي ولديه منشأ مناعي، وهذا المرض يشابه مع بعض الأمراض الجلدية التي تصيب العامة من الأشخاص، كمرض الصدفية أو التينيا، فهي أمراض فطرية معدية.
ويبدأ مرض الثعلبة بظهور بقع تتوسط رأس المريض، ومنهم من ينتبه لها ويتعالج فوراً، ومنهم من لا يأخذ بباله هذا الأمر، مما يجعله يتفاقم وهذا قد يسبب نفسية سيئة لدي الشخص المصاب، خجلاً من نظرة الذين حوله سواء بقصد أو بدون قصد، ولهذا يجب على المصاب أو غير المصاب معرفة المرض وما يحوم حوله من معلومات تفيد في الحياة اليومية.
يقوم مرض الثعلبة على فقدان شعر الرأس أو مناطق أخرى من الجسم، ويتميز هذا الداء بشكله الدائري في منطقة الإصابة، ويكون ذو بقعة واحدة أو عدة بقع في المنطقة المصابة، ومن ضمن أعراضها في بعض من الحالات احمرار تلك المنطقة مع إفرازها لقليل من السوائل.
وتسمي الثعلبة بمسميات أخرى مختلفة، منها ما يطلق عليه بقراع الشعر، الصقع، أو الثعلبة البقعية.
تعرف على تصنيف الثعلبة
تنقسم الثعلبة لعدة أقسام، وهذا يعود لشدة الإصابة بالمرض؛ فقد تظهر بقع الثعلبة من خلال بقعة واحدة أو أكثر من بقعة، حيث أنها تخلو من الشعر في حال كان المصاب ذو شعر، ولكن قد يكون مصاب بالثعلبة أيضاً مع عدم وجود الشعر.
تعرف على نسبة الإصابة بداء الثعلبة
ينتشر مرض الثعلبة بنسبة 2% على مستوي العالم بأكمله، وبالغالب يصيب فئة الشباب خصوصاً فترة العشرينات، ونسبة إصابة داء الثعلبة للأشخاص الأقل من عمر العشرين تقدر بحوالي 60% من إصابات المرض، وأما بخصوص النسبة بين الجنسين؛ فهي تقريباً متساوية مع احتمالات بزيادة الإصابة لدي الذكور، وتصنف بنسبة 2 لذكور و1 للإناث، وهذا المرض يصيب جميع الأعراق، فليس هناك أفضلية عرقية مختلفة من شعب لآخر.
تعرف على عدد من أنواع الثعلبة
النوع الأول: بداية النوع الأول من الثعلبة من عمر 10 سنوات، ويمتد لفترات طويلة، وتصل نسبة الصلع الكلي إلى 75% مستقبلاً.
النوع الثاني:يأخذ هذا النوع في الظهور، بداية البلوغ مع أواخر مرحلة الطفولة، ويمتد لثلاث سنوات مع العلم أنه لا يزيد أكثر من ذلك، وتصل نسبة الصلع في هذا النوع إلى 6%.
النوع الثالث:يتبلور هذا النوع من الثعلبة، مع بداية سن الرشد (البلوغ المبكر)، ويرجع سبب ذلك الأمر لإصابة أحد والديه بما يسمي بارتفاع ضغط الدم، وتصل نسبة الصلع الكلي فيه إلى 39%.
النوع الرابع:هذا النوع من الثعلبة، تتمحور جذوره مع بداية الشخص في سن الأربعين وما فوق، ويمكن أن تمتد لفترة طويلة الأمد، وتصل نسبة الصلع الكلي إلى 10%.
تعرف على أسباب داء الثعلبة
هذا المرض ليس له أسباب واضحة ومحددة، وكل ما هنالك وكما يعرفها الأطباء بأنه وجود خلل في مناعة الشخص المصاب، حيث أن هذه الخلايا المناعية تقوم بمهاجمة جذور الشعر، فيؤدي ذلك لتساقطه وإحداث بقعة فارغة مكانه.
وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الرئيسي لهذا المرض، إلا أن هناك بعض من العوامل التي تساعد على حدوث داء الثعلبة بشكل أو بآخر، ومن هذه العوامل:
العوامل النفسية:في بعض حالات ظهور داء الثعلبة يعود لنفسية الشخص وأثرها السلبي عليه، ومع هذا فليس كل الحالات تكون ذات عامل نفسي.
العوامل العصبية:يعتبر الناقل العصبي من ضمن الأسباب المؤثرة على الثعلبة، حيث أن انخفاض مستواه يعمل على عدم نمو الشعر بتحريضه.
العامل المناعي:للمناعة دور كبير في زيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض، فمن لديهم حساسية جلدية أو صدرية أو حساسية أنف، يؤثر على الإصابة بالثعلبة، فعندما يوجد خلل في المناعة، يؤثر على نمو الشعر ووقوفه.
العوامل الوراثية:بعض الحالات كانت بسبب عوامل وراثية، وقد تصل نسبة المصابون بعامل الوراثة من %10 إلى 40%، وفي حال أصيب أحد التوائم بهذا المرض، فاحتمال إصابة الآخر تصل لنسبة 55% تقريباً.
العوامل الجينية:يعتبر البعض بأن الثعلبة ذات جينات متعددة، مما يؤدي لوجود خلل لأكثر من جين، حيث تم ملاحظة ارتفاع الإصابة بداء الثعلبة لدي مرضي المنغوليين، بنسبة تقدر بـحوالي 9%، وهذا سببه الخلل الجيني في الكروموسوم 21 لديهم.
عوامل أخرىكالأمراض الأخرى التي تصيب الشخص منها الأسنان والعينين، أو البؤر الصديدية والتي تصيب بعضاً من مناطق الجسم.
تعرف على تشخيص داء الثعلبة
داء الثعلبة من الأمراض السهلة في فحصها، فهي تأخذ شكل الفحص السريري، ولكن هذا لا يمنع من إجراء فحوصات مخبرية، لاستبعاد وجود أسباب مرضية تسببت في هذا الداء.
الفحص السريري:يتم الفحص السريري من خلال الملاحظة الواضحة لهذا المرض الموجود في فروة الشعر أو بالأماكن الأخرى كالعانة والحواجب والرموش، ويكون هناك بقعة خالية من الشعر، ومن حولها شعر تقصف ومتكسر، وأحياناً يأخذ شكل علامة تعجب، وهذا ما يميز الثعلبة، حيث أنه تظهر مدي فعالية ونشاط وجود المرض، وتشير لمدي تعمق المرض.
الفحوص المخبرية:
إجراء فحوصات من الدم، وهذا للتأكد من تواجد أمراض أو لا، وخصوصاً التي تتعلق بالمناعة.
إجراء فحص مجهري، لمعرفة إن وجد مرض التينيا أو لا.
التشخيص التفريقي: في هذا النوع من التشخيص، يجب على الشخص أن يفرق بين داء الثعلبة الذي يصيب الشعر عن مرض ما يسمي بهوس نتف الشعر، أو مرض التينيا، أو الصلع الطبيعي والمعروف لدي الكثيرون.
تعرف على العلاج الخاص بداء الثعلبة
علاج الثعلبة الطبيعي:هناك الكثير من أنواع العلاجات الطبيعية لداء الثعلبة، والذي استخدم على مدار آلاف السنوات، ومنها:
علاج الثعلبة بالعسل الطبيعي، وذلك بوضع العسل على موضع الثعلبة.
استخدام البصل والثوم لعلاج الثعلبة، وهو من أشهر أنواع العلاج الطبيعي له.
علاج الثعلبة حديثاً: على الرغم من التطور الهائل الذي شهدته السنوات الأخيرة لعلاج الثعلبة، إلا أن مجرد الاعتماد على دواء واحد فقط لا يكفي، ويرجع هذا السبب لدور جهاز المناعة في الجسم، حيث أن غالبية علاجات داء الثعلبة تكون مؤقتة ومجرد أدوية ملطفة للمرض.
ويكون علاج الثعلبة إما عن طريق المراهم الموضعية للمرض، أو الأقراص الكيميائية والتي تؤخذ عن طريق الفم، وكذلك استخدام الأشعة فوق البنفسجية، وهناك من يستخدم الكورتيزون لمساعدة مرضي الثعلبة لنمو شعرهم مرة ثانية، رغم أنها قد تعود للظهور مجدداً.وبخصوص جلسات الأشعة البنفسجية، قد تعطي نتيجة إيجابية لا بأس بها لدي البعض من المرض، ولكن علينا أن نتفهم وندرك بأن تلك العلاجات مضرة للجسم، وفي الغالب لا تحقق نتيجة نجاح لكل المصابين بالثعلبة، وإنما ممكن تتناسب مع البعض فقط.كذلك هناك طريقة الجراحة لعلاج داء الثعلبة الجراحة والتي قد تشمل عمليات زرع الشعر، وتقصير فروة الرأس أيضاً.
وعلاج الثعلبة عادة يعتمد على نوعها لدي المصاب، حيث أن البعض يصاب به مؤقتاً ولا يحتاج لعلاج، وما يلبث إلا وأن شعره بدأ بالنمو مرة أخرى، خصوصاً هؤلاء الذين لديهم الثعلبة البقعية، وهناك من يحتاج لعلاجات غذائية مكملة أو الأعشاب، وهذه بحاجة لمراجعة مقدم الرعاية الصحية، وأيضاً هناك من يفضل الجراحة ممن لديه عامل وراثي، كتقصير فروة الرأس أو زرع الشعر.
مصدر هذا الموضوع : كيف تعالج داء الثعلبة؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق