الا بكم معانا ونقدم ثورة علمية جديدة
عثر علماء الفيزياء في أوروبا على آثار لوجود جسيم جديد غريب، ربما يصبح المادة الأساسية الأصغر للطبيعة -كما يعرفها العلم حتى الآن- ويفتح عصرا جديدا في الثورات العلمية، وربما يكون هو الحامل الأصغر المفترض للجاذبية الأرضية، الذي ربما يتضمن اكتشافه وجود أبعاد أخرى للزمان والمكان.
ووصف علماء هذا الاكتشاف بأنه مثير للفضول، وسيفرض على العلم تقديم نظريات جديدة عن طبيعة الكون، وينبئ بمستقبل مثمر لرحلات الفضاء، ومختبر سيرن لتصادم الجسيمات الأوروبي بسويسرا، وسيشجع الآخرين مثل الصين والهند وغيرهما على بناء مختبرات أكبر وأقوى، وسيدخل علم الفيزياء في مرحلة جديدة من التكهنات المنتجة.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها أن المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية أعلنت أمس أن فريقين من الفيزيائيين يعملان، وكلاهما مستقل عن الآخر، بمختبر سيرن أبصرا آثارا لهذا الجسيم الجديد.
مفارق لمعرفتنا
وتتمثل الآثار المعنية للجسيم في ظهور زيادة كبيرة في أشعة غاما تصل طاقتها إلى ما يقرب من 750 مليار إلكترون فولت. ويقول العلماء إن أشعة غاما ربما نتجت عن تحول إشعاعي لجسيم جديد، وفي هذه الحالة ربما يكون ابن عم جسيم بوزون هيغز، الذي تمت ملاحظته أول مرة بسبب تحوله لكمية كبيرة من أشعة غاما.
وينقل التقرير أن كتلة هذا الجسيم أثقل من كتلة بوزون هيغز، وأنه تحوّل تدريجيا إلى فوتونات، مضيفا أنه لا أحد يعلم بوجود هذا الجسيم من قبل ولا باحتمال وجوده، ولا توجد نظرية تتنبأ بوقوع هذا الحدث، وقال إن هذا أمر يحبذه العلماء، إذ يقول جو ليكين مدير الأبحاث بمعمل فيرمي القومي للتسريع والعضو بفرق مختبر سيرن “كلما كان الحدث مفارقا لما نعرف كان أفضل، وسيمنحنا فرصة للتفكير، نحن نتسلم مرتبات من أجل أن نفكر”.
وقالت كالتيكش بروفيسورة التقنيات بكاليفورنيا والعضوة بفرق مفتشي مختبر سيرن “كعلماء تجريبيين، رأينا وحشا يتمتع بطاقة تبلغ 750 مليار إلكترون فولت يتحوّل إلى فوتونين، وعلى منتجي النظريات تفسير ذلك”.
يُذكر أن بوزون هيغز هو آخر قطعة مفقودة للنموذج النظري المعياري الحالي، الذي يفسر كل ما نعرفه عن الجسيمات وقوى ما تحت الذرة، لكن هناك أسئلة لا يستطيع النموذج النظري الحالي أن يجيب عنها، مثل ماذا يحدث في قاع الثقب الأسود؟ وما هوية المادة السوداء والطاقة السوداء اللتين تتحكمان في الكون؟ أو لماذا يتكون الكون من المادة وليس من المادة السالبة “أي المادة المضادة”؟
مصدر هذا الموضوع : ثورة علمية جديدة
0 التعليقات:
إرسال تعليق