الثلاثاء، 26 يناير 2016

ما المقصود بملك اليمين

ما_المقصود_بملك_اليمين

ما المقصود بملك اليمين

ما_المقصود_بملك_اليمينمن المؤسف أن ترى عددًا من النّاس ممّن يحسب على الإسلام والمسلمين في موقفٍ يتعرّض فيه الإسلام للطّعن واللّمز ولا يغضب لذلك، أو يقوم بالتّصدّي لمن يطعن فيه بالحجّة والدّليل القاطع، فكلّ مسلمٍ في واقع الحال على ثغرةٍ من ثغر الإسلام، وبالتّالي فإنّ واجب الدّفاع عن الإسلام يقع على كلّ شخصٍ فينا، ولا عذر لأحدٍ بالتّخلف عن ركب الدّفاع عن هذا الدّين العظيم الّذي أخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور ووضعهم على الطّريق القويم المستقيم. مفهوم ملك اليمين من بين القضايا الّتي تثار من قبل أعداء الإسلام قضيّة ملك اليمين، فكما نعلم من تعريف ملك اليمين أنّه ما يناله المسلم ونتيجة اشتراكه في المعركة من نصيبٍ في السّبي من نساء الكافرين، ويرى أعداء الإسلام بزعمهم أنّ هذا الأمر يعدّ ثغرةً ومثلبًا للطعن في الإسلام، ولكي يردّ المسلم على أمثال هؤلاء يجب أن يدرك بأنّ الإسلام حين جاء نورًا للبشريّة حرص على تغيير النّظرة إلى الإنسان وتحريره في المقام الأوّل، وأعطاه حقوقه كاملةً غير منقوصة من بعد أن كان يعامل في الحضارات السّابقة وفي الجاهليّة معاملة الدّابة أحيانًا يباع ويشترى، وتتحكّم في مصيره معايير القوّة والغلبة، فمن كان قويًّا استعبد الضّعيف، ومن كان ذا مالٍ وجاه استعبد من لا مال ولا جاه له، وقد ظلّت تلك المعايير تحكم نظرة الإنسان إلى أخيه الإنسان حتّى جاء الإسلام وهدم تلك الأفكار جميعها ليؤكّد وبصورةٍ واضحة على كرامة الإنسان وحرمة استعباده إلا في حالةٍ واحدةٍ تستدعيها الضّرورة، وسوف نتكلم عنها لا حقًا. وقد كانت كلمة الفاروق عمر رضي الله عنه خير معبّر عن تلك الحقيقة حين قال لمن أساء يومًا إلى إنسان بدافع السّلطة والقوّة: (متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) إجازة الرق أجاز الإسلام الرّق (العبوديّة) في حالة واحدة هي عندما يكون الحاكم مخيّرًا فيها من بين عدّة خيارات، وهي حالة الحرب والمعركة، وحين يصرّ الأعداء على أن يقاتلوا المسلمون ويحاربوا دين الله، فإذا وقع أحدٌ منهم في الأسر كان الحاكم مخيّرًا فيه إمّا أن يقتله وإمّا أن يمنّ عليه بالفداء أو أن يسترقّه أو أن يعفو عنه، وهذا حال الرّجال، أمّا نساء الكافرين فتكون من السّبي وتعتبر ملك يمينٍ لمن تكون في سهمه من المسلمين ويحقّ له الاستمتاع بها. وأخيرًا يجب أن نعلم بأنّ الإسلام قد وضع أمورًا كثيرةً لتحرير العبيد والإماء منها الكفّارات، كما أنّ من مصارف الزّكاة أن تصرف في الرّقاب، إلى غير ذلك من الأساليب التي تدلّ على حكمة الشّرع في محاربة الرّقّ وحصره في حدودٍ ضيّقة جدّا.

مصدر هذا الموضوع : ما المقصود بملك اليمين



0 التعليقات:

إرسال تعليق