الاثنين، 22 فبراير 2016

ما هي نعم الله على الانسان

ما_هي_نعم_الله_على_الانسان

أسبغ الله على عباده نعماً ظاهرةً و باطنةً ، و هي نعمٌ كثيرةٌ لا تعدّ و لا تحصى ، قد يكتشف الإنسان عدداً منها و يراها رأي العين و قد تخفى عنه نعمٌ غيرها كثيرة ، فالله هو خالق النّاس أجمعين ، خلقهم بأحسن صورةٍ و فضّلهم على كثيرٍ ممّن خلق ، بل قد أكرم الإنسان بأن جعل الملائكة تسجد له إكراماً له و استخلفه في الأرض بعد ذلك بأن اختاره ليكون خليفته فيها ليعبد الله حقّ عبادته و يحكم بين النّاس بشريعته التي أنزلها على رسله ، فأوّل نعمةٍ كانت هي خلق الإنسان بهذه الصّورة الكاملة و إعطاؤه هذه المكانة بين سائر مخلوقاته ، بل إنّ الشّيطان قد حسده على مكانته هذه و تعهد بغواية ذريته و إضلالهم ، و قد بيّن الله سبحانه و تعالى للشّيطان أنّ سلطانه سيكون على الذين يتولّونه و الذين هم به مؤمنين و أنّ لا سلطان له على عباد الله المؤمنين المتّقين . و إنّ من نعم الله سبحانه على عباده أن هداهم للإيمان و طريق التّوحيد و البعد عن الضّلال ، فطريق الإسلام و التّوحيد الذي جاء به سيّدنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم بالوحي من ربّ العالمين ، هو طريق السّعادة للبشريّة و الفلاح ، و من سلكه فاز و أفلح و ورث جنّة ربّه التي فيها النّعيم المقيم ، و من تنكّب هذا الطريق خاب و خسر . و قد سخّر الله سبحانه و تعالى للبشر الكون بما فيه من مخلوقاتٍ على أشكالٍ متنوعةٍ ، يستفيد الإنسان منها على وجوهٍ مختلفةٍ ، فمن الحيوانات ما يستفيد الإنسان من لحومها و منها ما يستفيد الإنسان من أصوافها و أوبارها و أشعارها فيصنع منها ثيابه أو أثاثه ، و من الحيوانات ما ينتفع الإنسان منها في الصّيد كالكلاب و الطّيور الجارحة ، و منها ما يستخدمها الإنسان ركوباً له ، ولو تكلّمنا عن النباتات و نعمها العظيمة على الإنسان لما كفتنا في ذلك مجلدات ، فأنواع النّباتات كلها ينتفع منها الإنسان على وجوهٍ متنوعةٍ في مأكله و مشربه و دوائه ، بل إنّ للنّباتات دورٌ حيويٌ في الكون بما تحقّقه من التّوازن البيولوجي ، و يبقى القول أنّنا إزاء تلك النّعم الوفيرة مأمورون بشكر الله سبحانه عليها ، فبالشّكر تدوم النّعم .

مصدر هذا الموضوع : ما هي نعم الله على الانسان



0 التعليقات:

إرسال تعليق