حصلت «المصرى اليوم» على تفاصيل تحقيقات نيابة قسم إمبابة، برئاسة المستشار علاء سمير، مع أمين الشرطة بديوان عام قسم إمبابة المتهم بهتك عرض فتاة معاقة ذهنياً خارج الحجز أمام عدد من السجينات المودعات بحجز القسم، حيث شهد عدد منهن عليه وحررن المحضر رقم 8532 جنح قسم إمبابة ضد المتهم، وقررت النيابة حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات معه.
ووجهت له تهمتى هتك عرض فتاة والشروع فى اغتصابها، ومواقعة أنثى دون رضاها، فأقر المتهم بأنه فتح باب الحجز لإخراج المجنى عليها تمام الساعة 2 صباحاً، مبرراً فعلته بأنها كانت تريد الحديث معه على انفراد، بينما أكد أنه فترة غيابه مع الفتاة لم تتجاوز 7 دقائق خارج الحجز، وأكد شهود الواقعة هتك عرض الفتاة على مدار نصف ساعة، وبكاء المجنى عليها داخل حجز السيدات.
وتبين من خلال التحقيقات التى أشرف عليها المستشار أحمد البقلى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، أن واقعة اعتداء أمين الشرطة على المجنى عليها جنسياً داخل ديوان قسم إمبابة جرى التكتم عليها بين صفوف الضباط والأمناء، لكن فور علم النيابة العامة بها، أصر محققو النيابة على فتح التحقيقات واستدعاء رئيس المباحث الرائد محمد غراب لبيان تحرير محضر بالواقعة من عدمه.
واتضح أن محضراً لم يحرر بالحادثة التى تعرضت لها الفتاة المعاقة ذهنياً حتى الساعة 5 مساء يوم الخميس الماضى، بينما الجريمة تمت تمام الساعة 2 صباحاً، ما يؤكد أن رجال الشرطة كانوا فى طريقهم لتسوية الأمور فيما بينهم، لكن النيابة أصرت على موقفها الثابت، وطلبت ضبط وإحضار أمين الشرطة المتهم «خ.ع» بعدما تبين هروبه من مسكنه، وتغيب عن «نوبتجية» عمله فى اليوم التالى للحادثة، إلا أنه تقدم إلى النيابة من تلقاء نفسه لمباشرة التحقيقات معه.
وأضافت التحقيقات أن المجنى عليها «ش.ع، 23 سنة» كانت تسير يوم الحادثة فى شارع القومية العربية التابع لدائرة قسم إمبابة لهروبها من المنزل، خاصة بعد اعتداء والدها هو الآخر عليها جنسياً، فاستوقفها سائق توك توك (ع.م.ع)، وصديقه (خ.م.ر)، وتناوبا اغتصابها فى نهر الطريق العام، إلا أنه لدى مرور مبيض محارة يدعى مجدى خالد، لاحظ الجانيين فلاحقهما حتى ألقى القبض عليهما بمعاونة أمين شرطة وضابط كانا يمران بالمصادفة، فأمرت النيابة بحبس المتهمين- سائق التوك توك وزميله- لمدة 4 أيام احتياطياً على ذمة التحقيقات معه لاتهامهما بهتك عرض فتاة.
وقررت النيابة حيئذ إيداع المجنى عليها داخل حجز قسم إمبابة مؤقتاً لعدم وجود مأوى لها، فاستغل تلك الفرصة أمين الشرطة «خالد»، وطمع فى جسدها، وأخرجها من الحجز الساعة 2 صباحاً يوم الخميس الماضى، ومارس معها الجنس من الخلف، وشهدت عليه متهمتان محبوستان هما من حرر المحضر ضده.
وواجهت النيابة أمين الشرطة المتهم بالعديد من الأدلة التى ظهرت خلال الآونة الأخيرة يتقدمها أقوال الشاهدتين السجينتين، حيث قررتا خلال المحضر رقم 8532 بديوان القسم شفاهة أنهما حال تواجدهما بالحجز فجر يوم 27-8-2014، حوالى الساعة 2 صباحاً حضر أمين الشرطة المتهم، المعين خدمة بديوان القسم وفتح الحجز وطلب المجنى عليها وقرر لها أن المأمور يطلبها وقام بغلق الحجز وقاما بالنظر من النافذة عليه، حيث قررت الأولى آية مؤمن أنها شاهدت أمين الشرطة المذكور يقوم بمواقعتها من الخلف.
وعقب ذلك بنصف ساعة قام بفتح الحجز وإدخالها فشاهدتاها وهى فى حالة غير مستقرة وخائفة فقامتا بسؤالها فقررت لهما أنه تم الاعتداء عليها جنسياً من الخلف من قبل أمين الشرطة.
وأنكر المتهم أمين الشرطة ما شهدت به السجينتان ضده، وما نُسب إليه من اتهامات هتك العرض والشروع فى الاغتصاب أمام النيابة، وقال: «همّ عايزين يلبسونى تهمة»، وبسؤاله عن سبب إخراج المجنى عليها أكد أنه كان يمر بالمصادفة من أمام باب الحجز الخاص بالنساء بعد انتهاء مهمته بإيداع متهمين داخل حجز الرجال، وخلال تلك الأثناء تنامى إلى مسامعه أصوات ضجيج عند النساء فتوجه إلى حجزهن فرأى المجنى عليها تقف أمام باب الحجز، فبادر بسؤالها عن سبب وقوفها هكذا، فأقرت له بتعدى السجينات عليها بالضرب المبرح، وعلى أثر ذلك أخرجها من الحجز واستدعاها للحديث معها، فعاجلته النيابة بسؤاله عن سبب إغلاق باب الحجز بالمفتاح بعد إخراجها فأشار المتهم إلى أنه كان يخشى خروج السجينات وإثارتهن الشغب، فواجهته النيابة بما أقرت به الشاهدتان من أنه غاب مع المجنى عليها المعاقة ذهنياً لمدة نصف ساعة، فلفت إلى أن المدة التى قضاها معها لا تتجاوز 7 دقائق خارج الحجز، وذلك بناء على طلبها بالحديث إليه بعيداً عن السجينات خشية تعرضها لإيذائهن، على حد قوله.
وأقر «المتهم» بأنه أخرج المجنى عليها لما رآها «عبيطة» من الحجز أيضاً لسؤالها عن سبب تواجدها بديوان القسم، ومعرفة ما إذا كانت مرتكبة جريمة من عدمه، مشيراً إلى أنه عرف من الفتاة نفسها أنها تعرضت للاغتصاب على يد سائق توك توك وصديقه بمنطقة شارع القومية بإمبابة، فواجهت النيابة أمين الشرطة بما أفادت به السجينتان بأن المجنى عليها كانت فى حالة بكاء وخوف هستيرى، فلم يستطع المتهم الرد على محقق النيابة، فردد كلمات: «أنا معملتش حاجة، البت دى عبيطة.. اتهيأ لها أوهام.. والسجينات دول غير موثوق فى شهاداتهن».
وبعد انتهاء التحقيقات واجهت النيابة المتهم بالمجنى عليها، التى اتضح أنها تستطيع الحديث وتمييز الأشياء رغم إصابتها بنسبة إعاقة ذهنية، فتعرفت على أمين الشرطة وصرخت بأنه واقعها من مؤخرتها أمام البنات، فاتخذت النيابة قراراً بإيداع الفتاة إحدى دور الرعاية النفسية والصحية لتلقى العلاج اللازم، مع عرضها على الطب الشرعى لبيان ما بها من إصابات، وطلبت تحريات تكميلية عن الجريمة من مديرية أمن الجيزة.
كما عاينت النيابة ديوان عام قسم إمبابة ليلاً، واتضح أن جريمة هتك العرض جرت فى ممر ضيق مؤدى إلى حجز النساء بديوان القسم، ويمكن للسجينات رؤيته عن قرب، كما عُثر على كاميرات مراقبة قبل حجز السيدات، فأمرت النيابة بالتحفظ عليها وتفريغها، إلا أنها لم تلتقط صوراً للجريمة، حيث حرص المتهم على عدم الظهور أو المرور من أمامها، كما شهد عدد من أمناء الشرطة أمام النيابة بأن زميلهم المتهم سلوكه قويم ومتزوج ولديه من الأبناء 3، ولم يروه أثناء مواقعة المجنى عليها. وانتهت النيابة إلى قرارها بحبس المتهم أمين الشرطة، مع إيداعه فى حجز بعيد عن ديوان قسم إمبابة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق