وتعتبر مواصفات الهاتف متقدمة قياسا لسعره المتدني والذي يمكن أن يتسبب بربكة في سوق الهواتف الذكية الهندي الذي يعتبر من أسرع الأسواق نموا في العالم، ولهذا تساءل كثيرون إن كان حقا بإمكان شركة تأسست قبل بضعة شهور طرح هاتف بهذا الرخص.
تقول سونام جوشي -من موقع مشابل الأميركي المعني بشؤون التقنية- إن الاتحاد الخلوي الهندي كتب قبل أيام رسالة إلى وزير الاتصالات رافي شانكار براساد للتحقيق في السعر المنخفض لهذا الهاتف، والذي يفترض تبعا لمواصفاته ألا يقل سعره عن 3500 روبية (51 دولارا).
وبحسب الموقع، فإن رئيس الاتحاد الخلوي الهندي بانكاج موهيندرو قال في رسالته إن قيمة فاتورة المواد لمنتج مثل هذا عندما تأتي من أرخص المصادر في حلقة التوريد فإنها تكلف نحو 2700 روبية (أربعون دولارا)، وعندما يترجم ذلك إلى سعر التجزئة بعد إضافة الرسوم المفروضة والضرائب وهوامش التوزيع فإن السعر سيصل على الأقل إلى 4100 روبية (ستون دولارا)، في حين أن الهاتف طرح للبيع بـ251 روبية (3.64 دولارات).
ويشير موقع “إنديان إكسبرس” الهندي نقلا عن مصادر لم يسمها إلى أن “وزير الاتصالات تحقق من القضية، وأنه يشعر بأن مثل هذا الجهاز يمكن أن يصنع بنحو 2300 روبية”، لكن المصادر رفضت القول إن كان سيتم اتخاذ أي إجراء بحق الشركة بهذا الشأن.
اتهامات
إلى جانب ذلك، فقد وجه عضو حزب باهراتيا جاناتا النائب كيريت سومايا اتهامات خطيرة ضد الشركة، وقال إن “هذه عملية احتيال ضخمة”، وأكد أنه تصفح كافة أوراق رينغينغ بيل التي وصفها بأنها “شركة نصب وهمية”، وفقا لما أورده عنه موقع إنديان إكسبرس.
وأوضح أنه تحقق من خلفية الشركة ووضعها المالي ومالكيها، وقال إنه “بعيد جدا عن الاقتناع” بالرد الذي حصل عليه من رئيسها آشوك تشادها الذي قال في دفاعه عن شركته ومنتجها بأن تكلفة الهاتف كانت منخفضة بسبب التجميع المحلي للمكونات والتسويق عبر الإنترنت.
وكانت رينغينغ بيل قد بدأت الخميس الماضي بتلقي طلبات الشراء المسبق لهاتفها فريدوم 251، في حين تذكر على موقعها أن عملية تسليم الهاتف ستكتمل بحلول الثلاثين من يونيو/حزيران المقبل.
وقد لاحظ الذين تمكنوا من الحصول على نسخة من هذا الهاتف شيئا خطأ بالموضوع، بحسب ما يوضح موقع “أندرويد أوثوريتي”، فعند إخراج الهاتف من عبوته يتبين وجود لاصق أبيض صغير على الجهة العلوية الأمامية له، والتي عند كشطها يتبين تحتها اسم الشركة الأصلية المصنعة وهي “آدكوم” الصينية، ليتبين أن هذا الهاتف هو بالأصل هاتف “آيكون 4” لتلك الشركة.
وآيكون 4 هو هاتف من الفئة الدنيا يباع عادة مقابل 54 دولارا، لكن كيف تحقق شركة رينغينغ بيل الربح من بيع هذا الهاتف مقابل جزء صغير من سعره الأصلي، فهذا ما لم يتضح حتى الآن.
والمفارقة أن الهاتف الذي طرحته رينغينغ بيل يختلف في شكله عن الهاتف الذي أعلنت عنه على موقعها الرسمي أول مرة، لكن الشركة تنبهت لذلك لحسن الحظ وأجرت التعديل الملائم، لكن ليس على الهاتف طبعا وإنما على الصورة في موقعها.
وإلى جانب ذلك، فإنه عند تشغيل الهاتف -الشديد الشبه بآيفون- سيلاحظ أي مستخدم سابق لآيفون مشهدا مألوفا، فرغم أن الهاتف يعمل بنظام التشغيل أندرويد 5.1 فإن أيقوناته لسبب ما مأخوذة مباشرة من نظام التشغيل “آي أو أس”، لدرجة أن أيقونة المتصفح “سفاري” في هذا الهاتف هي ذاتها المستخدمة في آيفون دون تعديل.
من جهتها، تقول شركة آدكوم الصينية إنه لا علم لها أن هاتفها ومنتجاتها تستخدم بتلك الطريقة وأنها بدأت التحقيق بالمسألة، وفي الأثناء تقول رينغينغ بيل للصحفيين إن الهاتف الذي تمت معاينته هو “نسخة معاينة فقط”.
مصدر هذا الموضوع : هل هاتف الأربعة دولارات الهندي خدعة؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق