وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في مقالها الافتتاحي، الاثنين، كلام البيت الأبيض حول دعم الديمقراطية في مصر بـ«الفارغ»، مطالبة الإدارة الأمريكية بالتعليق الكامل للمساعدات العسكرية، مع توجيه هذه الموارد لدعم ظهور حركة ديمقراطية حقيقية في مصر، لأنه، بحسب تعبيرها «لا يمكن لترشح المشير عبد الفتاح السيسي تحقيق الاستقرار والديمقراطية لمصر».
وأوضحت الصحيفة أنه في الممارسة العملية لا يبدو أن يوجد خلافات بين الولايات المتحدة والسعودية بخصوص إعلان السيسي ترشحه لانتخابات الرئاسة، الخطوة التي تضمن عمليا أن مصر ستكون غير ديمقراطية وغير مستقرة، وبرغم ذلك سيحظى بدعم كل من الرياض وواشنطن.
وأعلن البيت الأبيض في بيان صحفي، الجمعة، أن «الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يريد استقرار مصر، لكنه يعتقد أن الاستقرار سيتحقق إذا التزمت مصر بإجراء انتخابات حرة ونزيهة للوصول للحكم الديمقراطي»، موضحة أنه من الناحية النظرية، يختلف هذا الوضع مع السعودية، التي ضخت باسم الاستقرار في مصر ملايين الدولارات، لتثبيت نظام المشير عبد الفتاح السيسي، حسبما جاء في الصحيفة.
وقالت إنه بخطاب أوباما، دعمت إدارته علنا فكرة أن نظام السيسي يقود مصر إلى الديمقراطية، برغم كل الأحداث التي شهدتها مصر الفترة الماضية، والتي تشير إلى العكس تماما، فمنذ يوليو، شهدت مصر أكثر من 2500 حالة وفاة و16 ألف على الأقل في أحداث عنف سياسي، بما في ذلك الصحفيين ونشطاء لثورة 25 يناير.
وأضافت الصحيفة أنه مع إسكات وسائل الإعلام المعارضة، خلقت الحملة الدعائية التي ترعاها الدولة تقديس لشخصية السيسي، في نفس الوقت الذي تشهر فيه بالمعارضين، متسائلة عن كيفية أن تكون الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في أقل من شهرين، عادلة، خاصة في ظل حملة القمع على جماعة الإخوان المسلمين.
وذكرت الصحيفة أن كثيرين في واشنطن لا يكترثون مثلهم مثل ملك السعودية بشأن ما إذا كان السيسي سيقود مصر نحو الديمقراطية، برغم أن إدارة أوباما يجب أن تشهد بهذا قبل استئناف المساعدات العسكرية بشكل كامل، لكن الحقيقة هى أن السيسي أيضا لا يمكنه أن يقدم الاستقرار لمصر، وهذا هو أحد أسباب تراجع البورصة المصرية ردا على ترشيحه، فآفاق الانتعاش الاقتصادي في ظل حكمه قاتمة أمرا صعبا.
وأشارت إلى أنه يعتمد النظام الحالي منذ عزل محمد مرسي، الرئيس السابق، على الشعوبية المصحوبة بالتبرعات خارجية والاقتراض، وهي صيغة لا يمكن استمرارها، لأن مصر تحتاج إلى السلام لانتعاش السياحة، والاقتصاد، وجذب الاستثمار الأجنبي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق