لقد أتى التقويم الهجري الذي أنشأه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليذكر المسلمين على الدوام بحادثة من أعظم الأحداث التي حصلت تاريخ الأمة الإسلامية وفي حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم غيرت مجرى التاريخ الإسلامي بشكل تام وفصلت بين حقبتين مختلفتين تماماً من عصر الدعوة الإسلامية وهي هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم برفقة أبي بكر الصديق من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ليتم بذلك الانتقال من حقبة التعذيب على أيادي كافري مكة وترسيخ معنى الإسلام في قلوب الصحابة الكرام عليهم رضوان الله إلى حقبة تأسيس دعائم الدولة الإسلامة وإطلاق الشعلة التي ملأت بنورها الأرض فيما بعد في المدينة المنورة وقد كانت هذه الهجرة في 12 ربيع الأول أي ما يوافق 24 سبتمبر من عام 622م. وقد حصلت الهجرة النبوية الشريفة بعد الظلم الشديد الذي وقع على الرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه مما جعل الرسول يتخذ الخطوة التي قام بها الأنبياء من قبله وهي فراق أرض الوطن وأحب البلاد إلى قلب رسول الله والهجرة إلى المدينة المنورة لتأسيس الدولة الإسلامية فيها وقلب موازين القوى لصالح المسلمين بوحي من الله وتوفيق من عنده، فحملت هذه الهجرة العديد من المعاني التي تم غرسها في قلوب الصحابة وقلوب من يتفكر في تلك الحادثة من بعدهم والعديد من الأحداث التي غيرت واقعهم كالفصل بين الأعراق المختلفة من البشر فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرة المهاجرين بمؤاخاتهم مع الأنصار فقام عن طريق ذلك بحل ما عانى منه الغرب لفترات طويلة عن طريق بضع كلمات إستثارت الفطرة الحسنة الموجودة في قلوب البشر والتي قام الإسلام وكلمة التوحيد بتغذيتها. وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ببناء المسجد الأول في الدولة الإسلامية وهو المسجد النبوي المشرف بوحي من الله بمكان بنائه فكان ذلك المسجد الذي انطلق منه الشعاع الذي عم الأرض بنوره وكان المسجد الذي نزل فيه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم العديد من المرات لينقل إليه وحي الله عز وجل من السماء السابعة ويقوم بتعليم المسلمين تعاليم الإسلام فقاموا بنقلها بعد ذلك إلى من بعدهم حتى وصلت إلى وقتنا الحالي. وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بتقوية الناحية الإقتصادية للمسلمين بإنشاء السوق الإسلامي وفصل الاقتصاد الإسلامي عن اقتصاد اليهود الذين كانوا قد سيطروا عليه، كما أنه قام عليه الصلاة والسلام بتجميع المسلمين تحت راية الإسلام وكلمة التوحيد أنصاراً ومهاجرين وأعراباً وأعاجم من مختلف القبائل والأعراق لحماية الدولة الإسلامية وإقامة القوة العسكرية التي فتحت فيما بعد مشارق الأرض ومغاربها بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم لصحبه والخلفاء الراشدين من بعده.
مصدر هذا الموضوع : ما اهمية الهجرة النبوية بالنسبة للمسلمين
0 التعليقات:
إرسال تعليق