بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، إن علامات الساعة أو أشراط الساعة: هي الأحداث التي تقع قبل قيام الساعة. والساعة: هي الوقت الذي تقوم فيه القيامة. وعلامات الساعة هي من الأمور الغيبية التي لا يمكن أن نعرفها إلا بنصوص الكتاب والسنة الصحيحة، ومن تلك العلامات ما أخبر به ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم، ومنها ما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأحاديث. ومن تلك العلامات ما ظهر وانقضى، ومنها ما ظهر وما زال ظاهرًا، ومنها ما لم يظهر حتى الآن. إن لمعرفة علامات الساعة العديد من الفوائد والثمرات التي يجنيها المسلم، ومنها: أنها تحقق وتقوي الإيمان لدى المسلم، وخاصة إذا شاهد بأم عينيه العلامات التي أخبر بها الرسول كيف أنها وقعت تمامًا كما أخبر، وما أكثر هذه العلامات في هذا الزمان! كما أن معرفة هذه العلامات تعزز لدى المسلم أحد أركان الإيمان الستة، ألا وهو (الإيمان بالغيب)، فهذه العلامات تؤكد صدق كل ما أخبر به الله ورسوله من الأمور الغيبية، كعذاب القبر، والجنة والنار، واليوم الآخر وما سيحدث فيه. إن معرفة علامات الساعة تساعد المسلم على الاستعداد للأمور الحاضرة والمستقبلية، حيث يستطيع التعامل مع تلك العلامات التي يشهدها، والتي قد يشهدها بطريقة شرعية مستقيمة. إن في تعريف الناس بعلامات الساعة، وإطلاعهم على ما وقع منها، وما سيقع، سبيل للدعوة إلى دين الله، وحث للعصاة والغافلين من أبناء هذه الأمة على الرجوع إلى دينهم. يُقَسِّم العلماء علامات الساعة إلى قسمين أساسيين، وهما: علامات الساعة الصغرى، وعلامات الساعة الكبرى. وسنتحدث في هذا المقال عن العلامات الصغرى، ولكن لن نستطيع حصرها جميعاً، وذلك لأنها كثيرة، فعددها يتجاوز المئة! إن من أهم علامات الساعة الصغرى التي ثبتت بالنصوص الشرعية: بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووفاته، حيث ثبت هذا فيما صح عن رسول الله. انشقاق القمر إلى فلقتين، وكان هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان معجزةً من معجزاته. انقراض الصحابة الكرام. فتح بيت المقدس، حيث وقع هذا الفتح مرات عديدة، وكان أولها في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. طاعون عمواس الذي انتشر في زمن الصحابة في أرض الشام، ومات فيه الآلاف من الصحابة الكرام. ظهور الفتن واشتدادها، والفتنة: هي الإبتلاء والإمتحان، وتطلق الفتنة على الأمور المكروهة والمنكرة شرعاً. وما أكثر الفتن في هذا الزمان! خروج أدعياء النبوة، وقد وقعت هذه العلامة، حيث خرج الكثير ممن يدعون النبوة قديمًا وحديثًا. النار التي تظهر من الحجاز، والتي تضيء لها أعناق الإبل في بصرى، وقد وقعت هذه العلامة في سنة 654ه، وكان ممن أَرَّخَ لها: الحافظ ابن كثير رحمه الله. وكان سبب هذه النار ثوران بركان عظيم في الحجاز. كثرة القتل، وضياع الأمانة، واتباع سنن اليهود والنصارى، والتطاول في البنيان، وانتشار الزنا، وأكل الربا. ظهور النساء الكاسيات العاريات، وهذا الصنف من النساء نراه بأم أعيننا في هذا الزمان. وقد أخبر بظهورن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم، حيث قال في الحديث: « صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذاب البقر يضربون بها الناس. ونساءٌ كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. »، والكاسية العارية: هي المرأة المتبرجة التي تخرج إلى الناس بملابس ضيقة تصف العورة وتُجَسِّمها، فهي في الظاهر كاسية، ولكنها بحُكْم العارية. وقد جاء في وصف النساء الكاسيات العاريات في الحديث بأن رؤوسهن كأنسمة البخت المائلة، وذلك تشبيه لرؤوسهن المغطاة بتلك الأقمشة بسنام الجمل المائل، حيث توضع تلك الأقمشة على الرأس بطريقة معينة يصبح فيها الرأس أشبه ما يكون بسنام الجمل المائل. وحتى تنجو الفتاة من أن تكون مثالًا حيًا على إحدى علامات الساعة، لا بد لها من التزام الجلباب الشرعي.
مصدر هذا الموضوع : ما هي علامات الساعة الصغرى
0 التعليقات:
إرسال تعليق