لقد نشأنا على ان الكلام في الامور الجنسية غير مباح و”عيب”، لكن الغريب في الأمر إن الكلام عن العيب من طرفي العلاقة يحدث أحيانا، لكن للأسف مع غرباء. فالزوجات تتكلم في جلسات الفضفضة النسائية عن مشاكل حقيقية يعانون منها ويشتكون لبعضهن البعض من روتينية الأداء مثلاً. ويطلبون النصيحة ويسألون “ماذا أفعل؟ كيف أوصل له ما أريده”، لكن للأسف توصيات هذه الجلسات لا تأخذ حيز التنفيذ. لأن مجتمعنا لم يعلم الرجال كيف يصاحِبوا زوجاتهم. ونادرًا عندما تجد بنت أو سيدة قادرة إنها تتكلم بعفوية وأريحية مع زوجها عن شيء من هذا القبيل. وهذا يرجع لأنها لا تعرف كيف ترد عندما يسألها “وكيف عرفتي هذا ؟” أو “من أخبرك على الـ tips هذه أو عرّفك هذه الحركة ؟”. أو لأنها ستخاف من إنه يتهمها بمصادقة السيدات “قليلة الأدب” لو كشفت عن مصدر معلوماتها. لذا معظم جلسات البنات للكلام عن العيب تتحول لثرثرة ونميمة فقط. وأحيانا تحتوي على مبالغات وتباهي بأمور في الحقيقة لا تحدث، لكن يتمنون ان تحدث. ويمكن أن تكون جلسات الثرثرة النسائية مقبولة أو متعارف عليها في ظل العادات والتقاليد المجتمعية التي تربينا عليها. لكن غير المقبول ولا المفهوم ولا المبرر، هيّ جلسات الرجال التي يتكلموا فيها عن الجنس. حيث إن كلام رجل مع احد اصدقائه عن أمور جنسية وتكنيك معين أو tips أو أوضاع جديدة، لن يعود عليه بأي نفع – اللهم إلا بعض الضحك اذا الكلام احتوى على نكات جنسية أو “إفيهات” قبيحة. وهذا لأن الشخص الوحيد الذي من الممكن للرجل ان يستفيد من كلامه معه عن الأمور الحميمية هو الزوجة… لكن مجتمعنا الذي نشأنا فيه، فهّمنا إن كلام الرجل مع زوجته عن أمورهم الجنسية الخاصة يعتبر ضرباً من الجنون، مستحيل مثل الغول والعنقاء والخِل الوفي. مع إن الرجل من الممكن أن يتكلم مع (صديقة) في مواضيع جنسية. لمجرد التباهي أو يبيّن إنه شخص “متفتح” ومثقف وفاهِم ولطيف، وليس شخص لا يدرك مطالب المرأة بدون مقدمات ومداعبات وتهيئة كما أمر الرسول في ذلك يقضي وطره من الزوجة ثم ينام.
عزيزي الرجل.. هل جرّبت ان تصاحِب زوجتك؟!. هل جرّبت ان تتكلم معها كصديقة بطريقة عادية عن أمور جنسية حميمية وتنسى إنها فلانة أم العيال التي تنام بجوارك بالليل؟ هل جرّبت ان تتبادلوا كتب علمية/ثقافية –ثقافية فعلاً وليس “بورن” – من اجل ان توسّعوا مدارككم معاً أو على الأقل يا سيدي حتى تجاريك؟!
عزيزي الرجل.. صاحِب زوجتك. صاحِبها وانسى إنها “الجماعة”. كلّمها كأنها امرأة غريبة ترغب ان تتفاخر امامها بشمولية معرفتك وبعقلك المتفتح. كلّمها عن الجنس وإنه شيء مهم ليس مجرد وسيلة للتكاثر أو تفريغ طاقة. اتفقوا معاً على إنه وسيلة متعة وإشباع للروح وإنه ليس أداء روتيني ليلة الخميس أو في الأعياد. اقرأوا كتباً مثل الكاماسوترا / الروض العاطر في نزهة الخاطر اقراؤها معاً واعرفوا ما فاتكم وجرّبوه. اقرأ فصل واحكيه لها أو تقرأ هيّ فصل وتلخصه لك.. اسمعوا موسيقى حسيّة معاً واستمتعوا بأثرها عليكم.. انسى إنها “الحكومة” وتعامل على إنكم Couple متصاحبين، ما لا تعرفه اعرفه معها، وما تعرفه شاركها فيه..
عزيزي الرجل.. صاحِب مراتك الله يرضى عليك.
مصدر هذا الموضوع : عزيزي الزوج| صاحب زوجتك
0 التعليقات:
إرسال تعليق