السبت، 20 فبراير 2016

حجابي سر جمالي

حجابي_سر_جمالي

رض الله الحجاب على المرأة المسلمة ليس كنوع من القيود عليها، وإنّما رمزٌ للعفة والطهر والجمال الحقيقي. إنّ طبيعة الإنسان تتأرجح بين الميول الشهواني والميول الملائكي، ففي كل حياته إمّا ترتفع به شهواته نحو الحيوانية، أو ترتقي به أخلاقه نحو الملائكية، وتزيد كل من الجانبين السابقين بالأعمال التي تقرب لكل جانب، فالجانب الشهواني يميل للسفور والعُري وإظهار العورات والمفاتن، والجانب الملائكي يميل للستر والحجاب الكامل، وإذا قيس على صعيد رجل خرج للشارع بملابس شبه عارية فإن الناس يمتعضون منه، وقد يهزأ أحدهم منه بالقول هل أنت ذاهب للسباحة؟! فالنبع الفطري للإنسان يحكم رغم كل المغريات والأهواء، وهكذا بالنسبة للمرأة فالتعامل مع الستر والحجاب يجب أن يكون من منطلق الملائكية والانحياز إلى هذا الجانب، لا من منطقية أن المرأة كلها شهوة، وأنّها (ينظر إليها الرجال على أنها قنبلة موقوته قد تنفجر في أي وقت)، هذا ما قالته ناشطة غربية عن رجال العرب، وذلك لفهمهم الخاطئ لمعنى الحجاب، والفهم الخاطئ لمعنى الستر، وبالطبع يشمل هذا الفهم الخاطئ المرآة ذاتها، التي أصبح حجابها عادة وليس عبادة، وأسبح مجرد لباس وليس صفة تتقرب منها للجانب الملائكي في فطرتها. إذن فالمرأة كما الرجل تمامًا، كلهم بشر تميل فطرتهم لأحد الجانبين، فعندما فرض الله الحجاب على المرأة فرضها ليرتقي بها، فالدين الإسلامي هو دين الرقي والتقدم ويدعو له دومًا، وليس دين تخلف ورجعية كما يظن من يحارب الحجاب، الذي يقول بأنه يقلل من شأن المرأة وقدرها، وهذا ليس من الصواب في شيء. المرأة المسلمة المحجبة التي تلتزم بالحجاب الصحيح، هل وضعت الحجاب على عقلها؟ أم غطاء على شعرها؟ وهل وضعت قيودًا على قدميها ويديها ولسانها بالحجاب فلا تستطيع الحركة ولا الكلام؟! بل ارتدت ثيابًا ترتقي بها كملكة لا ينظر إليها كل من هبّ ودب، ولا يضيرها من لباسها شيء في تقدمها في حياتها وإنجازها لمهامها، وإن كان هناك تأخر في مستوى العلم أو العمل فلا يرجع سببه للحجاب، بل يرجع إلى القدرات الشخصية، فليس كل محجبةٍ متخلفةٍ وليس كل امرأة غير متحجبة متعلمة ومثقفة ومتقدمة، والتفرقة في هذا السياق عقيمة بعض الشيء. إذن فالحجاب طهر وعفاف قبل أن يكون قطعة قماش، الحجاب الحقيقي هو ذاك الرقي في تعامل المرأة المسلمة مع رفيقاتها الفتيات، وهو ذاك الطهر والعفة في التعامل مع الرجال سواء مع عملها أو تعلمها أو أي مجال من مجالات الحياة المختلفة.   فإذا وجدت امرأة محجبة ذات أخلاق سيئة فذلك لأنها لم تلتزم بالحجاب بمضمونه ولكن التزمَت بشكله فقط، كم يبطن في ذاته خلاف ما يظهر، فهذا الخلل في الفتاة لا في ماهية الحجاب. إنّ الحجاب يمنح الفتاة المسلمة الحرية، يمنحها الحرية حين يحترمها كل من يراها، ويمنحها الحرية حين لا يتعرض لها شاب بكلام غير لائق، فهو يتجنب ذلك على اعتبار أنّها ذات حصن كبير. الحجاب الصحيح لا يقتصر على اللباس، بل هناك نظرة محجبة، وكلمة محجبة، ومشية محجبة وتعامل محجب. أمّا عن مشروعية وشروط الحجاب فهذا ما تعرفه كل فتاة، ولا يحتاج لإعادة النظر فيه، لكن يبقى الفرق بين التبرج والسفور، وهو أنّ السفور هو أن تكون الفتاة غير محجبة، لكن التبرج هو أن تكون محجبة لكن في حجابها شيء من الزينة ما يخالف شروط الحجاب، وينزع منه نقاءه.

مصدر هذا الموضوع : حجابي سر جمالي



0 التعليقات:

إرسال تعليق