الاثنين، 29 سبتمبر 2014

«المياه المعدنية» ملاذ سكان «مدينة نصر»

أكوام الأطباق المتسخة وزجاجات المياه المعدنية الفارغة هي حصيلة يومين كاملين دون مياه في منزل هنا محمد، ربة منزل، وزوجها إسلام شبانة، صاحب عمل حر، يسكنان في منطقة شروق النادى الأهلى بمدينة نصر. «المياه كانت تنقطع عن المنطقة لمدة ساعة أو ساعتين يوميا، ولكن لم يسبق أن انقطعت هذه الفترة الطويلة، دون حتى أن تكلف الحكومة خاطرها وتعلن مسبقا حتى نستعد، المياه خلصت واضطررنا للاعتماد على المياه المعدنية» هكذا يقول إسلام شبانة.


منذ فجر السبت، انقطعت مياه الشرب عن مناطق زهراء مدينة نصر ومساكن الزلزال بالمقطم ومدينة نصر: المناطق الأولى والسادسة والثامنة، وامتداد رمسيس 3 وامتداد مصطفى النحاس والسويسرى أ وب والطوب الرملى والحى السادس والحى السابع والحى العاشر والأمن المركزى ومعسكر الجبل الأحمر وعزبة الهجانة، دون تنويه من الحكومة.


«حاولنا الاتصال بمجلس المدينة والخط الساخن لمياه الشرب، دون رد، لم أتمكن من طهى الطعام، واعتمدنا مثل كثير من الجيران على الوجبات السريعة من مطاعم مصر الجديدة، لأنه لا يمكن تحمل شراء مياه لغسل الأطباق وتنظيف الشقة» هكذا تقول هنا محمد، مضيفة: «منذ يوم السبت، وإسلام زوجى يشترى زجاجات المياه المعدنية سعة 19 لترا، حتى نتمكن من الوفاء باحتياجاتنا الأكثر أهمية، ورغم الاقتصاد في استخدامها، فإننا نستهلك مياها بنحو 100 جنيه يوميا».


مساء أمس الأول، سمع سكان مدينة نصر عن الدفع بسيارات مياه الشرب، وهو ما دفع «أم كريم»، التي تعمل حارسة عقار في منطقة شروق النادى الأهلى، إلى تعبئة الأوانى الفارغة من السيارة الكبيرة، واضطرت لأن تمشى نحو 2 كيلومتر للوصول إلى مكانها.


«المياه تنقطع في المنطقة ساعة أو ساعتين يوميا، ولكن مش يومين ورا بعض، عانينا في اليومين دول، أنا عندى 3 أولاد غسلوا وشوشهم بس بإزازة ميه قبل ما يروحو المدرسة، وفى المدرسة مافيش ميه كمان، ولو استمر الحال كده هرجع على البلد، ومش هوديهم المدرسة، لأن هدوم المدرسة لسة ماتغسلتش، ومش هينفع يروحو بيها المدرسة» هكذا تقول حارسة العقار، وتضيف: «عندى طفل عمره 9 أشهر لم أتمكن من تنظيفه جيدا، نتيجة نفاد مخزون المياه الذي حصلت عليه من سيارة الشركة الحكومية، واعتمدنا في الأكل على مطاعم الفول والطعمية والكشرى علشان مش هاعرف أطبخ».


بجوار النادى الأهلى، يقع مقهى أبوحسين الذي وقف عماله يغسلون الأكواب، مستخدمين أطباقا بلاستيكية كبيرة مملوءة بالمياه، وقام عامل آخر بإعداد المشروبات، مستخدما المياه المعدنية، وهو ما جعل مطبخ المقهى بمثابة مخزن لزجاجات المياه المعدنية الفارغة، وهو ما عرض المقهى لخسائر كبيرة. يقول صاحب المقهى: «المياه منقطعة منذ مساء يوم الجمعة حتى ظهر الاثنين، نضطر لتحضير المشروبات بالمياه المعدنية، وهذا أمر مكلف للغاية، لكننا مضطرون لذلك، كى لا نخسر الزبون، والأكواب نغسلها بمياه سيارات الشركة، لأنها غير نظيفة، وتصلح فقط للتنظيف».


الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أعلن إحالة المديرين ورؤساء القطاعات والفنيين القائمين على محطات رفع زهراء المعادى، للتحقيق والوقوف على أسباب وملابسات ما حدث بشأن توقف الرافع، وانقطاع المياه لمدة يومين عن بعض المناطق. وأبدى الوزير أسفه الشديد لسكان منطقة مدينة نصر، مؤكدا محاسبة أي مخطئ في الرافع المغذى للمنطقة بالكامل، سواء كان عاملا أو مديرا.


في منطقة زهراء مدينة نصر، اضطر عدد من المواطنين إلى ترك منازلهم، هربا من انقطاع المياه، وتعطلت الدراسة في عدد من المنشآت التعليمية في المنطقة. «ابنى في رياض الأطفال، ولم تستقبله الحضانة، وقالت مديرة الحضانة إنها ستظل مغلقة لحين عودة المياه، ومع استمرار الانقطاع ذهبت إلى أحد أقاربى خارج مدينة نصر» هكذا يقول عمرو فهمى، أحد السكان في منطقة زهراء مدينة نصر.


أميمة السيد، ربة منزل، تسكن في الحى العاشر بمدينة نصر، لديها 3 أولاد لم يذهبوا جميعا إلى المدرسة، لأنها لم تتمكن من تنظيفهم صباحا وإعداد الطعام لهم قبل الذهاب إلى المدرسة التي انقطعت عنها المياه. تقول: «أسكن في الدور الأرضى، وتصل إلىَّ المياه، حتى لو كانت ضعيفة، ولكنها توقفت تماما ليومين، وننتظر الغد لنرى هل تتدخل الحكومة أم لا». أما محمد هشام، صاحب محل حلاقة في منطقة زهراء مدينة نصر، فيؤكد أن الخدمة انقطعت ليوم كامل لم يتمكن فيه من العمل.





0 التعليقات:

إرسال تعليق