إبراهيم حمودة – هنا أمستردام – الامهات العازبات هي التسمية المغربية للنساء اللواتي يحبلن باطفال خارج رباط الزوجية. وهي ظاهرة تقع في نطاق المحرمات والعيوب الكبيرة في الكثير من أنحاء العالم العربي والاسلامي. يختلف التعامل مع هذه الشريحة من النساء فتارة يتم قتلهن فيما يعرف بجرائم الشرف. تارة اخرى يتم نبذهن وعزلهن اسريا واجتماعيا ليعشن في وحدة تامة بقية عمرهن. أو قد يقدمن للمحاكمة ويحبسن كما كان يحدث في المغرب حتى العام 2004.
هذه هي خلاصة المشكلة الاجتماعية التي تناولتها المصورة الصحفية المغربية الشابة زارا سميري في مشروعها المصور الذي شاركت به في ورشة متابعة التغيير التي اقيمت في الدار البيضاء مؤخرا والتي تشرف عليها منظمة ورلد برس فوتو.
اسباب اختيار زارا للمشروع لعبت فيها الصدفة دورا الى حد كبير، حين التقت احدى الامهات العازبات في ورشة عمل خاصة بهذا الموضوع وتحدثت اليها واعجبها تصميمها وتفاؤلها بالحياة وقبولها وتسليمها بما حدث لها، الحمل والانجاب خارج اطار الزوجية.
التحدي الاكبر الذي واجه المصورة زارا سميري اثناء انجاز مشروعها هو انغلاق هذه الشريحة واحجامها عن الحديث عن تجاربها خاصة للصحافة وافرادها نتيجة تجاربهم السابقة. ولكن زارا استطاعت الدخول لهذا العالم، عالم الامهات العازبات الوحيدات في مساكنهن الصغيرة التي تفتقر لأبسط وسائل الراحة العادية. بيوت صغيرة وشح في المال وعدم الحصول على وظيفة والكفاح مع ذلك لأجل تربية صغارهن الذين قررن الاحتفظ بهن.
قضت زارا عشرة اسابيع بين هؤلاء الامهات وصغارهن لتلتقط مختلف تفاصيل الحياة الحياة اليومية ومختلف تعابير الطفولة لدى الاطفال، إذ رفضت الامهات تصوير وجوههن، كما اشترطن عدم نشر حكاياتهن في وسائل إعلام مغربية بحسب المصورة زارا صاحبة مشروع الريبورتاج المصور.
تقول زارا سميري:
‘قبل العام 2004 كانوا يسجنوا والآن هنالك جمعيات خاصة تعمل على مساعدتهن. العقلية هنا تغيرت قليلا فيما يتعلق بالتعامل مع فئة الامهات العازبات وذلك لتزايد اعدادهن بصورة اصبحت تهدد بالتحول الى مشكلة الامر الذي استدعى ظهور مثل هذه الجمعيات وتزايد اعدادها’.
0 التعليقات:
إرسال تعليق