ميشيل هوبينك -هنا امستردام- في اول حكم من نوعه قضت محكمة هولندية بسجن شابين كانا يخططان للذهاب الى سوريا للمشاركة في لقتال ضد نظام بشار الاسد. سيؤدي هذا الحكم الى عواقب كبيرة على العشرات من الشباب المسلمين الهولنديين الذين غادروا للجهاد في سوريا.
صدر الحكم بحق كل من محمد وعمر، قبل ان يذهبا الى سوريا، بتهمة الإستعداد للمشاركة بالجهاد هناك. اعرب المدعي العام الهولندي عن ارتياجه لصدور مثل هذا الحكم. ‘أردنا ان نعرف ما اذا كانت الاستعدادات للقيام برحلة الى سوريا وارتكاب جرائم هناك، امرا يعاقب عليه القانون. وهذا ما اكدته المحكمة الآن’. يقول المدعي العام بارت دن هارتيخ.
منذ اندلاع الحرب في سوريا ذهب ما يقارب 100 شاب هولندي مسلم لمحاربة نظام الاسد. التحق العديد منهم بمجموعات جهادية مثل جبهة النصرة. هذا الامر كان السبب وراء رفع المنسق الوطني لمكافحة الارهاب مستوى الخطر في البلاد، وذلك خوفا من ان يقوم هؤلاء الشباب بعد عودتهم باعمال عنف ضد هولندا.
عثرت الشرطة في منزل الشاب عمر (22 عاما) على فتيل إشعال ومسحوق الألمنيوم وتعليمات لصنع متفجرات. كما انه دعا عبر الانترنت للجهاد، والقي القبض عليه وهو بطريقه الى اسطنبول. الشاب الثاني محمد كان يقرأ النصوص الجهادية وجمع المال للجهاد ثم ألغى عقد إيجار منزله واستعد للسفر. رأت المحكمة ان هناك إثباتات كافية على إستعدادهما لإرتكاب جرائم قتل وإشعال الحرائق في سوريا. حكم القاضي على عمر بالسجن لسنة واحدة، في الوقت الذي حكم فيه على محمد بالعلاج لسنة كاملة في مستشفى للامراض النفسية. ذلك بعد ان نجح محامي الاخير بإقناع المحكمة ان المتهم يعاني من الذهان، وقد اخبر من حواليه عدة مرات أن ‘الجن’ اجبره على الذهاب الى سوريا.
إن هذا الحكم سيؤدي حتما الى محاكمة المسلمين الهولنديين، الذين يقاتلون الآن في سوريا، فور عودتهم الى هولندا. إلا أن الهولندي المعتنق للاسلام عبدالكريم هونينغ، والذي ينشط في وسائل الاعلام للدفاع عن الجهاديين الهولنديين، يرى انه لا يمكن الإفتراض تلقائيا ان شخصا ما قد قاتل فعلا في سوريا. ‘هناك ايضا اخوة ذهبوا الى سوريا وانخرطوا بالأنشطة الإنسانية’.
لكن وفقا للمدعي العام دن هارتيخ ان الواضح من الحكم الذي صدر ان الشخص يعاقب إذا ثبت لدى رحيله أن لديه النية بإستخدام العنف. ‘إذا كنت تنوي الذهاب الى سوريا بقصد القتال سيعاقبك القانون على ذلك، وبالتالي، إذا كنت هناك لهذا القصد، سيعاقبك القانون ايضا’.
يجد دن هارتيخ انه من الجيد انه اصبح بالمستطاع الآن محاكمة الهولنديين الذين يريدون المشاركة بالقتال في سوريا. ‘نحن لا نريد ان يقوم الهولنديون بقتل الناس في بلدان اخرى، كما اننا لا نريدهم ان يتدربوا ويصبحوا على استعداد لممارسة العنف، ثم يعودوا الى هولندا ويشكلوا خطرا على المجتمع الهولندي’.
0 التعليقات:
إرسال تعليق