حين نتحدّث عن الزّكاة فإنّ تفكيرنا يتّجه فوراً نحو أركان اللإسلام؛إذ إن الزّكاة تعتبر ثالث أركان الإسلام من بعد شهادة أن لا إله إلاّ الله،وإقام الصّلاة، ويأتي بعدها حج البيت، وصوم رمضان، كما ورد في حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:(بني الإسلام على خمس:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،وإقام الصلاة،وإيتاء الزّكاة،والحج، وصوم رمضان). ولا شك أن للزّكاة أهميّة عظيمة في ديننا الحنيف،فهي الوسيلة المثلى لعدم احتكار المال في أيدي الأغنياء، وإبقاء الفقراء على حالهم لا يملكون ما يسدون به رمقهم ولا ما يؤويهم بالشكل السّليم،إنّها الطّريقة الرّائعة لجعل الأغنياء يشعرون بإخوانهم الفقراء،فيجعلون قسماً من أموالهم في حق هؤلاء الفقراء،لترتقي نفوسهم،ولتتطهر أرواحهم،ولينصهر الجميع في بوتقة المحبة والإخاء،ومن هنا جاء الأمر الإلهي بإيتاء الزّكاة،كما في قوله تعالى:(وأقيموا الصلاة وآتوا الزّكاة). ولكن هناك عدة شروط ينبغي توافرها في المال حتى تجب فيه الزّكاة: أولى هذه الشروط أن يبلغ المال النّصاب:أي أن يبلغ المال مقداراً معيناً حتى تجب فيه الزّكاة. وثاني هذه الشروط أن يمرّ حول كامل(أي عام كامل) على مكوث المال عندك. وإن أردنا الإسهاب في موضوع النّصاب،فإن ما ينبغي علمه أن النّصاب يختلف باختلاف نوع المال؛ ففي الزّروع والثّمار: نصابها أن تبلغ خمسة أوسق،أي ما يعادل في أيّامنا الحاليّة 652 كيلوجراما من القمح،وهنا ينبغي أن تخرج عشر هذه الكميّة إن كانت هذه الزروع تسقى بماء السماء(ماء المطر) أو أي ماء بدون كلفة،أما إن كانت هذه الزّروع تسقى بماء مدفوع التكلفة فهنا ينبغي أن تخرج نصف العشر.،وينبغي التنبيه هنا أن مرور عام كامل لإخراج الزّكاة ليس شرطا هنا،وإنما تؤدى الزّكاة عند حصاد الزروع. أما نصاب الذّهب فيبلغ عشرين دينارا إي ما يعادل 85 جراما،ونصاب الفضّة مائتا درهم أي ما يعادل 595 جراما،والواجب هنا إخراج ربع العشر. وفيما يتعلق بنصاب الأوراق الماليّة فيكون بمقدار يعادل نصاب الذّهب أو الفضّة،والواجب هنا إخراج ربع العشر. ولا بد من التذكير هنا أن الزّكاة تجب في الذّهب والفضّة والأوراق الماليّة إذا بلغت النّصاب المطلوب ،وكان صاحبها يمتلكها امتلاكاً كاملاً، ومرور عام كامل على اقتنائها. وفيما يتعلّق بالأنعام، فإنّ نصاب الغنم أربعون شاة، ونصاب البقر ثلاثون،ونصاب الإبل خمسة. من هنا كانت الزّكاة ركناً أساسياً بالغ الأهميّة في الإسلام،إذ أنّها تشعر مؤدّيها بقربه الدّائم من الله وتبقيه على استشعار دائم لحاجة إخوانه في اللإيمان.
مصدر هذا الموضوع : النصاب في الزكاة
0 التعليقات:
إرسال تعليق