الخميس، 31 أكتوبر 2013

المغرب: خريجون قلقون من تقليص مناصب الشغل في الموازنة الجديدة

طنجة: عبد الحكيم الرويضي- ما يفرح الطالب هو حصوله على شهادة تثمن جهده وتعبه في تحصيل العلم والمعرفة، لكن ما يؤرقه هو أن تصبح هذه الشهادة بلا قيمة فلا تمكنه من الحصول على وظيفة مهما كانت بسيطة. ‘ رُفضت لأسباب لا علاقة لها بكفاءتي’، تقول جامعية متخرجة حديثا.


يزداد قلق الشباب المغاربة من شبح البطالة في السنة التي تسبق التخرج ويصبح هاجسا يؤرق أحلام الكثيرين منهم، خصوصا بعد تقليص الحكومة لعدد مناصب الشغل في ظل تزايد عدد خريجي الجامعة. وقد أعلنت تقارير رسمية مغربية مؤخرا أن عدد العاطلين ارتفع خلال الفصل الثاني لهذه السنة ب 100 ألف عاطل. حيث بلغ عدد العاطلين خلال نفس الفترة من السنة الماضية مليون و49 ألف عاطل.


حظ أو وساطة


‘بعد حصولي على شهادة الماجستير في الاقتصاد قبل حوالي سنة وأنا أبحث عن وظيفة. حاولت جاهدة ما أمكنني لدى مؤسسات مالية خاصة وشركات متعددة الجنسية ولكن لا حظ لي’، تقول سناء 26 سنة. وتضيف قائلة: ‘رُفضت لأسباب لا علاقة لها بكفاءتي، فأنا أثق في قدراتي ولكن لكوني محجبة وليس لي شخص أعرفه لكي يتوسط لدى المشغلين.’


وترى سناء أن مشكلة تزايد أعداد العاطلين يعود لـ ‘سوء تدبير الحكومة لملف التشغيل، وما زاد الطين بلة هو هذا التعديل الحكومي الأخير الذي أخذ كثيرا من الوقت وحال دون التسريع بالإفراج عن مناصب الشغل’. تضيف سناء: ‘أنا أنتظر إفراج الحكومة عن مناصب شغل في القطاع العام وأجتاز مباراة القبول، ولي أمل في الحصول على وظيفة رغم أن الانتظار أتعبني كثيرا وسبب لي حرجا مع أسرتي التي بذلت الكثير لكي أكمل تعليمي العالي. فقد بدأت أحس بأنني عالة عليهم’.


حلم الهجرة


عكس كثير من الشباب الذين يفضلون العمل والاستقرار في بلدهم المغرب، يظل حلم آسيا 22 سنة، طالبة ماجستير صحافة، هو الهجرة إلى أحد البلدان الأوربية أو أمريكا لتعمل بأحد المنابر الإعلامية هناك. وتبرر آسيا ذلك بقولها: ‘نظرا ليقيني من أنني لن أحظى بفرصة عمل في الإعلام بالمغرب ما عدا إذا كان لي حظ في ذلك، ولكون مستوى المنابر الإعلامية بالمغرب لا يستجيب لطموحاتي التي رسمتها منذ وقت طويل وأعمل جاهدة على تحقيقها.’


مستقبل واعد


مراد 25 سنة حصل على شهادة الليسانس في علم النفس قبل سنتين واجتاز عدة مباريات لكي يشتغل كمدرس ولم يوفق فيها، يواجه عقبة أخرى: ‘إعاقتي البصرية قلصت من اختياراتي المهنية، لقد تم إقصائي من عدة وظائف بسبب ذلك، فاضطررت لتغيير مساري الدراسي وسجلت بإحدى معاهد الترويض الطبي. ورغم أن مدة التكوين طويلة تصل إلى اربع سنوات فإنني سأصبر مادام ليس لدي أي خيار آخر.’


ورغم ذلك فلا يبدي مراد أي قلق حول مستقبله المهني لكونه يعتبر أمر الحصول على وظيفة يرتبط أساسا باختيار التكوين الذي يستجيب لسوق الشغل. ويعتقد أنه وفق في ذلك واختار الاختيار الصحيح.


تقلص الوظائف


وفي السياق نفسه يقول معاذ 28 سنة وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية: ‘على اعتبار أن شهادتي الجامعية لا تتيح لي العمل في القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية، فأنا لا زلت أنتظر قرارات الحكومة بالإفراج عن مناصب الشغل القليلة التي تطرحها كل سنة لآلاف المعطلين لكي يتنافسوا عليها.’


بعد حصوله على ماجستير في العلوم السياسية وجد معاذ نفسه مضطرا للاعتماد على إخوته فيما يخص مصروفه الشخصي. ‘أنا لا أفرق بين الحكومة الحالية والحكومات السابقة، فالكل له نفس التصور في سياسة التشغيل، سياسة تنسجم مع منطق خفض النفقات الحكومية فيما يخص ميزانية التسيير وتقليص كتلة الاجور’، يوضح معاذ مضيفا أن سياسة الحكومة الحالية في مجال التشغيل لن تختلف عن سابقتها خصوصا وأن الأزمة الاقتصادية بدأت تلقي بظلالها على المغرب، وهذا ‘ما ظهر مؤخرا في تخفيض الحكومة من عدد المناصب المرصودة لميزانية 2014′.





0 التعليقات:

إرسال تعليق