“خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” هكذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن جيل الصحابة والصحابيات، هذا الجيل العظيم الذي كان في بداية الإسلام، الجيل الذي نشأ علي الإسلام النشأة القوية، التي ثبّتته ليصل للعالم، ويصل لزمانِنا هذا
وما كان دور الصحابة هو الوحيد في معركة الخلود هذه في نشر دين السلام، ولكن كان للصحابيات الجليلات -رضوان الله عليهن- الفضل الكبير والعمل العظيم في نشر الإسلام، من اعتناقه وتعليمه لغيرهم، ومن حماية أزواجهم وأبنائهم المسلمين من وجه المشركين، ومن حفظ زعيم الإسلام الرسول الكريم حين أسلم، وحين هاجر، وحين استقبلته نساء المدينة بـ (طلع البدر علينا) ؛ فالصحابيات ذات فضل كبير على هذا الدين العظيم، ولن نوفِ حقوقهن جميعًا، ولن نستوفِ كل الأعمال التي كن يقمن بها، وليكن من بينهن أضواء ننيرها على بعض الصحابيات ؛ ليكون من طريقهن لنا النور والرشاد، ومن هذه القناديل المضيئة :
– سمية بن الخياط: أول شهيدة في الإسلام، كانت من أوائل من اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول، وأبي بكر الصديق، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار ابنها، بايعت الرسول -عليه السلام-، وجاهدت بحياتها في سبيل رفع راية الإسلام، وقد كانت من آل ياسر الذين عذبوا، وجلدوا تحت الشمس، وذاقوا أشكال الموت من قريش بعد إسلامهم، استشهدت -رضي الله عنها- عندما طعنها أبو جهل في قلبها، ففاضت روحها لله، وقد كانت آنذاك امرأة عجوز فقيرة . ولأنها صدقت الله، فقد أمهل قاتلها ليوم بدر، حيث طعن أبو جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن الحارث الخزرجى الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرجى الأنصاري -رضي الله عنهما-، لم يمت أبو جهل من الطعنة، ولكن عبد الله بن المسعود أجهز عليه فأرداه قتيلاً . سمية بن الخياط نموذج للصبر والتضحية، وللتيقن بأن الحياة رخيصة مهما كانت المعاناة التي يلاقيها .
خديجة بنت خويلد: هي الزوجة الأولى للنبي -عليه السلام-، وهي درع الدفاع الأول عن النبي -عليه السلام-، آوته إذ تخلى عنه الناس، فلها الفضل الكبير في الحفاظ على النبي -عليه السلام-، وفي تثبيته قبل البعثة وبعدها، وفضلها لا يخفى على أحد، وقد أحبها النبي -عليه السلام-، حتى إنه كان يزور صديقاتها بعد وفاتها، حيث كان يشتم فيهن ريح خديجة . أم ورقة (المرأة الشهيدة): وهي ابنة عبد الله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الانصاري، كنيتها (أم ورقة بنت عبد الله)، وقد يقال لها: أم ورقه بنت نوفل، كانت من النساء العظيمات، التي دافعت عن الإسلام بكل ما أوتيت من قوة، وكان -عليه السلام- يناديها الشهيدة، فلما غزا بدراً قالت له: (ايذن لي أن أخرج معكم، أداوي جراحكم، وأمرض مرضاكم، فلعل الله يهدي إلى الشهادة)، فقال لها النبي -صلي الله عليه وسلم- : “إن الله يهديك الشهادة، وقري في بيتك فإنك شهيدة”. وقد كانت ممن جمعوا القرآن، وكان لها مؤذناً يؤذن في دارها، فقد كان بيتها منبع للإسلام وآيات الله . قتلت على يد جارية وخادم لها حين غموها وقتلوها، وقد افتقدها عمر بن الخطاب، حيث افقتد قراءتها للقرآن، حتى إذا جاء بيتها وجدها ميتة، وأمسك بالجارية والخادم واعترفا بقتلها .
أسماء بنت أبي بكر (ذات النطاقين): من الصحابيات المجاهدات العظيمات في أول الإسلام، وفضلها كبير في دعم ومشاركة أبيها والنبي -عليه السلام- خلال هجرتهم، حيث كانت توصل لهم الطعام والشراب، حيث كانت تشق نطاقيها وتضع الطعام فيه ؛ لذا سميت بذي النطاقين، تزوجت الزبير وأنجبت بكرها عبد الله في المدينة، وكان أول مولود للمهاجرين بالمدينة . أم حرام بنت ملحان الأنصارية: خالة أنس بن مالك خادم الرسول -عليه السلام-، وهي زوجة عبادة بن الصامت، وأخت الشيهدين سليم وحرام، اللذين استشهدا يوم بئر معونة، كانت تدعو أن تقاتل مع المسلمين، وأن تركب البحر مع الجيوش، فاستجاب الله لها، وحقق أملها، حيث تزوجت من عباده ابن الصامت، وخرجت معه، واستشهدت هناك في غزوة قبرص . قالت أم حرام: إنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا)، قالت أم حرام: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: (أنت فيهم) . لم يشهد الرسول -عليه السلام- نبوءته في قتال أم حرام مع جيش المسلمين في قبرص، وقد كانت هذه المعركة ضد الروم في عهد عمر بن الخطاب، وغزت معهم، وقاتلت حتى استشهدت، وهذا قبرها في قبرص شاهد على نضالها، وجهادها، وصدقها -رضي الله عنها- .
مصدر هذا الموضوع : خمس صحابيات وصفاتهم
0 التعليقات:
إرسال تعليق