قد لا يدرك الإنسان في لحظةٍ من لحظات حياته غاية الشّريعة الإسلاميّة و مقصدها في بعض الأمور و المسائل ، و الحقيقة أنّ ذلك راجعٌ إلى ضعف عقول النّاس و افتقارها ، فالإنسان مهما بلغ من العلم و العقل فأنّه يبقى ناقصاً ، فيه من العيوب و الآفات ما فيه ، و يبقى العلم المطلق لله سبحانه…
فهو خالق البشر ، و هو العالم بما يصلح أحوالهم ، و إذا أدرك الإنسان ذلك آمن بالله و شريعته ، و التزم بسنّة النّبي الكريم صلّى الله عليه و سلّم و هديه ، و إنّ من الأمور التي يثار الجدل حولها كثيراً قضيّة تعدّد الزّوجات في الإسلام ، فكما نعلم بأنّ أعداء الإسلام على مدار التّاريخ يتربّصون به ، و ينتظرون بين الفينة و الأخرى الفرص للنّيل من شريعة الإسلام ، و ما درى هؤلاء الضّالون أنّ من سمات الشّريعة الإسلاميّة أنّها ربّانيّة المصدر ، قد شرعها الله لعباده ، و بالتّالي فإنّ ما علم منها بالضّرورة هو صحيحٌ صحّةً مطلقةً لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، فلماذا أباح الله سبحانه و تعالى للرّجل أن يتزوّج أكثر من واحدة ، و ما هو الردّ الأنسب على من يتطاول على شريعة الإسلام و يهاجمها متّخذاً ذرائع واهيةٍ ؟ . لقد حاور عددٌ من علماء المسلمين علماء الغرب في مسألة تعدّد الزّوجات ، حيث بيّن العلماء المسلمون أنّ هذه القضيّة إنّما أباحها الله لحكمٍ كثيرةٍ ، و نحن نعيش في عصرٍ كثرت فيه الحروب و سفك الدّماء ، حتى فاق عدد الإناث في بعض البلدان عدد الذّكور ، و لا يخفى على أحدٍ ما تسبّب هذه المسألة من فتنٍ كثيرةٍ في حال عدم توفير أزواجٍ للنّساء اللاتي لا زوج لهن ، كما تقتضي الضّرورة لجوء الرّجل للزّواج من أخرى بسبب مرض زوجته أو عدم قدرتها على الإنجاب ، و إنّ العجب العجاب حين ترى علماء الغرب و مفكّريه ينتقدون هذه المسألة في شريعتنا ، و تراهم يبيحون و يقنّون الزّنا و الفاحشة ، فيبيحون للرّجل أن يجامع عدداً غير محدودٍ من النّساء متى شاء ، و بدون أيّ ضوابطٍ ، بينما تراهم يحرّمون العلاقة العفيفة الشّريفة على كتاب الله و سنّة نبيّه ، و لا شكّ بأنّ هذا من الضّلال الكبير .
مصدر هذا الموضوع : لماذا حلل الشرع الزواج بأربع زوجات
0 التعليقات:
إرسال تعليق