اسلمت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها في السنوات الأولى من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، و لم يسبقها للإسلام سوى سبع عشرة نفساً ، و لقد هاجرت إلى المدينة مع زوجها الزبير بن العوام رشي الله عنه وكانت حاملاً بولدها عبدالله ،وكانت من النساء اللواتي أعطين رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة
كانت أسماء رضي الله عنها من الصابرين ، فقد ذكر لنا التاريخ عن أسماء صبرها وهي تواجه الجاهلية وأهلها ، فتبدو شجاعتها وثباتها أمام تعذيب المعذبين و إيذاء المؤذين ، تحتمل كل ما تلاقى من عنت ومشقة محتسبة ذلك عند الله تروي كتب السيرة والتاريخ أن النبي صلى الله عليه وسلم و أبا بكر لما خرجا مهاجرين ،وعلمت قريش بذلك و أخذت تبحث عنهما و فرضت جائزة لمن يأتي بهما حيين أو ميتيين ، أتى نفر من قريش بنت أبي بكر يبحثون عنه وعن رسول الله ، و كان من هؤلاء أبو جهل عمرو بن هشام ، فخرجت لهم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقالوا : أين أبوك يا بنت أبي بكر؟قالت : لا أدري والله أين أبي ، فرفع أبو جهل يده -وكان فاحشاً بذيئاً- فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها و كانت رضي الله عنها نعم الام الصابرة حين فقدت ولدها وقتله الحجاج ظلماً ، لقد أصرت رضي الله عنها أن تغسله بيدها و تكفنه و ان تصلي عليه و قد كان عمرها حينها يناهز المئة عام أصيبت اسماء بالعمى في آخر حياتها و مرضت بعد مقتل ابنها ، فأصيبت بصداع حاد في رأسها فصبرت على ذلك راجية عفو الله وغفرانه. روى ابن سعد في الطبقات عن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول : بدني وما يغفر الله أكثر وحين قتل الحجاج ولدهاعبدالله وجاء ابن عمر رضي الله عنهما يعزيها به ، وقد صلبه الحجاج قائلاً : إن هذه الجثث ليست بشيء ، و إنما الأرواح عند الله ، فاتقي الله و اصبري ، فقالت له أسماء رضي الله عنها : و ما يمنعني و قد أهدي رأس يحيى بن زكريا عليه السلام إلى بغي من بغايا اسرائيل
مصدر هذا الموضوع : اسلام اسماء بنت ابي بكر
0 التعليقات:
إرسال تعليق