تعتبر الأسرة لبنة المجتمع الأساسية التي تنتج الأفراد الأكفاء القادرين على النهوض بالمجتمع وبالوطن، فهي مدرسة الإنسان الأولى، ولقد أدرك العظماء هذه الأهمية للأسرة فأولاها كثيرون منهم جل وقتهم لدراستها ودراسة الأساليب التربوية ودراسة كيفية إنتاج فرد قادر على خدمة محيطه ( مواطن صالح ….
ولمعرفة كيفية وطريقة تلافي المشاكل الأسرية وتقليل معدلات الطلاق بين الأزواج. ومن هنا نستطيع أن نقول أن الإسلام وكفكر عظيم منتشر بين نسبة كبيرة من بني آدم اهتم أيضاً اهتماماً كبيراً بالأسرة منذ اللحظات الأولى لتكوينها، كما سيأتي. اهتم الإسلام بالأسرة منذ اللحظات الأولى لتكوينها، وهذا واضح من المعيار الذي وضعه الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – في اختيار الأزواج حيث حدده بالدين، فاختيار الزوجان لبعضهما البعض يجب أن يكون مبنياً على نسبة التدين عند كل واحد منهما، وهذه نقطة خطيرة وهامة وحساسة توجب التوقف ولو قليلاً عندها. فعندما وضع الرسول الأعظم هذا المعيار لاختيار الزوج، كان السائد وقتها أن المتدين هو إنسان ذو خلق رفيع، لأنه من الطبيعي ومن البديهي أن التدين يورث نفسََ الإنسان رفعةً في الأخلاق، بعبارة أخرى يمكننا أن نقول أن الأخلاق هي نتيجة حتمية للتدين. ومع مرور الزمن تغيرت طريقة تعاطي المسلمين مع مفهوم الإسلام وجوهره لسبب أو لآخر، حيث أورث فينا هذا التغير والتبدل انحطاطاً كبيراً كانت نتيجته قاسية علينا، وازداد هذا الانحطاط ضراوة بظهور ما شاعت تسميتها بـ ” الصحوة الإسلامية ” التي بدأت في سبعينيات القرن الماضي تقريباً، حيث تم فصل الدين عن الأخلاق، وأصبح مفهوم الدين بنظر الناس اليوم مقتصراً فقط على ارتداء المرأة للحجاب، وعلى الصلاة في المسجد، وهذه هي الوسائل التي تم إيهام المسلمين أنهم سيدخلون الجنة بها، وهذا ناتج عن الترد والانحطاط الفكري بالدرجة الأولى. بعد تغير المفاهيم ظل الناس متمسكين بوصية الرسول للمقبلين على الزواج بأن لا يختار الإنسان شريكه في الحياة إلا على أساس الدين، وظهرت المشكلة عندما أصبح الناس يظنون أن الدين هو الصلاة والحجاب والعمرة السنوية فقط، فأصبحنا نسمع قصصاً كقصة الشاب الذي ذهب لخطبة فتاة فرفض والده تزويجها له، لأنه لم يعرف الساعة التي يؤذن فيها المؤذن لصلاة الفجر وغيرها من القصص التي تنتمي إلى نفس الفصيلة، مع العلم أن هذا الشخص قد يكون على خلق رفيع وقد يكون مصلياً ومؤدياً لكافة الفرائض، ولكن التردِّ العقلي هو صاحب الكلمة الأخيرة في هذا المقام. ومن هنا يجب أن يكون أساس اختيار الأزواج لبعضهم البعض مبنياً على الخلق الرفيع ولتترك الشعائر بين الإنسان وبين ربه فليس لأحد أن يتدخل فيها، لأن الوصاية على الناس ليست دوراً من أدوار الإنسان، فالجميع متساوون ومسؤولون أمام الله – جل في علاه – كلٌّ عن نفسه فلا تزر وازرة وزر أخرى. إلى ذلك يتوجب أن يكون اختيار الزوجان ليعضهما البعض مبنياً على الحب وعلى التفاهم فالإسلام شجع على ذلك أيضاً، فقد قال الرسول الأعظم ” لا أرى للمتحابين إلا النكاح ” ، فهذا النص – إن صح – هو من النصوص المدفونة التي لم تلق ذاك الانتشار الواسع بين الناس بسبب أنه يعاكس رغبة من نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين، أما إن شاع هذا الحديث وانتشر في مكان من الأماكن أو بين جماعة من الجماعات، فإنهم يؤولونه ويفسرونه بطرق ما أنزل الله بها من سلطان، والنص واضح لا يحتاج لا إلى اجتهاد ولا إلى تفسير. بعد الزواج حث الإسلام على حسن اختيار اسم المولود وأن لا يكون من الأسماء التي قد تجلب له العار، وأن يحافظ الأب وأن تحافظ الأم على وقارهما أمام الأبناء، حيث أنهما القدوة الأولى للطفل، وأن لا يتنازعا أمامه وأن يقوما سلوكه بالطرق المتبعة في التربية، وأن يبعداه عن كافة الأخطار التي قد تحيق به وأخيراً أن يعملا ليوفرا له حياة كريمة هانئة وأن يهتما بتعليمه وتطوير مهاراته، وهناك العديد من النصوص التي تؤيد حرص الإسلام الشديد على مثل هذه النقاط.
مصدر هذا الموضوع : كيف اعتنى الاسلام بالأسرة
0 التعليقات:
إرسال تعليق