الأحد، 3 أبريل 2016

ما هي الغيبة والنميمة

ما_هي_الغيبة_والنميمة

من الأخلاق المذمومة التي انتشرت في مجتمعاتنا خلقيّ الغيبة والنّميمة ، حتى أصبحت حديث مجالسنا وفكاهتها ، فترى ضعاف النّفوس يتحفهم سماع الكلام عن النّاس والقيل والقال الذي نهى عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وكذلك التكلّم بالباطل عن العباد ، وترى كثيرٌ منهم يغتاب النّاس ويتّخذ من أعراضهم تسليةً ولهواً ، وقد حذّر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم من الغيبة وهي ذكر الإنسان أخاه بما يكره وبيّن حين استفسر الصّحابي منه فيما إذا كان فيمن نغتابه حقيقة ما نقول فبيّن عليه الصّلاة والسّلام أنّه إذا كان فيمن نغتابه ما ذكرنا حقيقةً فقد اغتبناه وإذا لم يكن فيه ذلك حقيقةً فهو بهتانٌ أي ظلمٌ وافتراءٌ عليه ، فالأصل اجتناب الغيبة مطلقاً على جميع أحوالها إلاّ ما دعت إليه الضّرورة في حالاتٍ معينةٍ محدودةٍ مثل الزواج والعلم فقد يسأل أحدنا عن رجلٍ تقدّم لخطبة أخته أو بنته فلا يعدّ ذلك غيبة ، وقد كانوا وهم يدرسون علم الحديث يتكلّمون عن الرّجال الرّاوين للحديث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بما اصطلح على تسميته علم الجرح والتّعديل فيقال فلانٌ عدلٌ وفلانٌ مجروح للتّحقق من سند الحديث وروايته ومن ثمّ تخريجه ووصفه بالصّحة أو الضعف وغيره ، فالغاية من ذكر الرّجال و أحوالهم هنا هو التحقّق و التثبّت و ليس التسلية و العبث . و قد شبّه القرآن الكريم الغيبة بأكل لحم الميت ، فهو ما استكرهته النّفس بطبيعتها وجبلتها فأيّنا يرضى بأن يأكل لحم أخيه وهو ميت بل وهل تسوّغ له نفسه ذلك ، محالُ طبعا ، فهذا ممّا تآبه النّفوس وترفضه الفطر السّليمة ، فقد أكرم الله سبحانه بني آدم و فضّلهم على كثيرٍ من خلقه فإذا حادوا عن منهج الله كانوا كالأنعام بل أضلّ . وإنّ هناك فرقاً بين الغيبة وخلق النّميمة الذميم ، فالنّميمة هي أن تسعى بين النّاس بالوقيعة بنشر الكلام ، فتنقل كلام فلانٍ عن فلان فإذا وصل للإنسان ما يسوؤه غضب وربما حصلت بينه وبين أخيه المشاكل والشّحناء ، فالنّميمة هي الفتنة وهي أشد من القتل ، والنّميمة والغيبة يشتركان في أنّهما من آفات اللسان وأنّها يوديان بصاحبهما إلى النّار ففي الحديث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وهل يكبّ النّاس على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم صدق رسول الله .

مصدر هذا الموضوع : ما هي الغيبة والنميمة



0 التعليقات:

إرسال تعليق