فى كتاب منهج التاريخ للثانوية العامة المقرر على الطلاب فى 1952، كتب عميد الأدب العربى، د. طه حسين مقدمة هى عبارة عن رسالة للتلاميذ الذين يستعدون لدخول الجامعة فقال: «يعرض عليك أستاذك فى درس التاريخ حادثة من حوادث الماضى القريب أو البعيد، فتستقر من هذه الحادثة صورة فى نفسك تألفها وتطمئن إليها، ثم تقرأ كتابا من كتب التاريخ فترى صورة لهذه الحادثة نفسها مخالفة للصورة التى عرضها عليك الأستاذ، فيأخذك شىء من الحيرة بين ما سمعت وما قرأت، لهذا الاختلاف بين صورتين لحادثة واحدة معينة. وقد تقرأ كتابا آخر فترى فيه للحادثة نفسها صورة ثالثة تخالف مخالفة قليلة أو كثيرة للصورتين التى سمعت إحداهما وقرأت الأخرى فى ذلك الكتاب. فتشتد حيرتك وتوشك أن تدفع إلى الشك فى قيمة التاريخ نفسه وأن تسأل نفسك كيف السبيل إلى تعرف الحق الواضح». كانت النصيحة الرئيسية التى وجهها طه حسين لتلاميذ الثانوية العامة هى ألا يتأثروا بوجهة نظر واضع المنهج، خاصة فى كتب التاريخ، وهى النصيحة التى قد تكون مفتاحا لفهم لماذا تغيرت كتب التاريخ المدرسية كل هذه العدد من المرات.
هذا المحتوى من «المصري اليوم».. اضغط هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه
0 التعليقات:
إرسال تعليق