السبت، 4 يونيو 2016

كيف نهتم بالأشخاص المصابين بالزهايمر؟

1075550

“لا يمكننا الاستعداد لذلك، لا أحد يمكنه”، بهاته الكلمات اليائسة عبر ابن أحد المصابين بمرض الزهايمر بعد تشخيص حالة والده، و لقد ظهرت أعراض المرض على والد هذا الشخص قبل أشهر خلال مكالمة هاتفية، حيث أخبر ابنه بأنه عاد للتو من رحلة سياحية من اليونان، في حين أنه في الواقع

قام بهاته الرحلة منذ زمن ! الزهايمر مرض يصيب الأشخاص المسنين ويؤثر على ذاكرتهم، لكن أكثر من يعاني هم أهل المريض وذلك لصعوبة التعامل مع هذا الداء.

نعرض اليوم مجموعة من النصائح و المعلومات التي ستفيدكم في كيفية العناية و التعامل مع مرضى الزهايمر من ذويكم، فتابعوا معنا !
تغير المريض الكامل :

عندما تعيش مع شخص و تعاشره لمدة عقود، سيصعب عليك بالتأكيد تقبل التغيير الكبير و المفاجئ الذي يطرأ عليه بعد إصابته بالزهامر. و غالباً ما نقول بأن مرضى الزهايمر لا يعود بإمكانهم التعرف على محيطهم بما فيه الأفراد الموجودين فيه، لكن العكس صحيح كذلك، فحتى الأشخاص المحيطون

بالمريض لا يمكنهم التقرب منه كذي قبل و ذلك نتيجة التغييرات التي يسببها المرض. نحاول دائماً التعامل مع المريض بنفس المنطق الذي كنا نعامله به، لكن من الجدير أن نتذكر بأن مريض الزهايمر لم يعد يؤمن بنفس المنطق، فهو في عالم جديد تماماً.

قد تتخيلون بأنه علينا فقط التعامل مع المريض ببطء، تكرار الأشياء، والتحلي بالصبر، لكن في الحقيقة فكل هاته الاستراتيجيات لا تعطي أكلها، لهذا يعد مرض العصر، الزهايمر، بمثابة الصدمة لعائلة المريض. فهم يجدون أنفسهم تحت سقف واحد مع شخص غريب عنهم تماماً، لكن من الضروري تقبل الأمر وتعلم كيفية التعايش معه، فالمريض موجود جسدياً لكنه في عالم عقلي منفصل و بعيد عن الآخرين.
صدمة حياة جديدة تتغير فيها كل القواعد :

قد يستيقظ المريض في منتصف الليل و يقرر الذهاب للتسوق، أو العكس، قد يرتدي بيجامته و يقرر الخلود إلى النوم على الساعة الحادية عشر صباحاً ! وضع القمامة في الثلاجة، إخفاء المفاتيح بعد إغلاق جميع الأبواب، قرار الذهاب للعيش في مكان آخر، كلها أشياء قد يقوم بها مريض الزهايمر و على العائلة أن تكون يقظة.

فبغض النظر عن ما تقوله أو ما تفكر فيه، فردات فعل المريض قد تكون مفاجئة و في بعض الأحيان عنيفة. فإن كان الأمر يتعلق بأبيك أو بأمك، فالطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا الوضع الجديد هو العناية بهما كما اعتنيا بك عندما كنت طفلاً رضيعاً، فمريض الزهايمر يحتاج لرعاية خاصة و دائمة. غير أنه وللأسف عند الاعتناء بالطفل نعلم أنه في طريقه للاعتماد على نفسه يوماً بعد يوم وهدا ما لا يتحقق مع مريض الزهايمر.
بعض النصائح المهمة لمرافقي وأهل و ذوي مرضى الزهايمر :

العديد من الكتب، المنظمات، و الجمعيات قدمت مجموعة من النصائح لمرافقي مرضى الزهايمر:

– أخذ فترات راحة منتظمة و إيكال الاعتناء بالمريض لشخص آخر لتجنب الانهيار، جربوا الذهاب في عطلة.

– لا تعزل نفسك، اطلب المساعدة، و تقرب من أشخاص يعانون من نفس المشكلة.

– عدم خلق آمال كاذبة عند تذكر المريض لأحد الأحداث، فهذه مرحلة طبيعية من تطور المرض.

– لا تتفاجئ بالتغييرات الكبيرة في شخصية و تصرفات المريض، و لا تأخذ أياً من تصرفاته بشكل شخصي.

– اذا نسي المريض بأن أحداً من محيطه قد توفي، من الأفضل عدم تذكيره لأنك ستتسبب له في الألم، و سينسى الأمر في وقت لاحق.

– عند رعاية شخص مصاب بالزهايمر، من الضروري معرفة هذه النصائح و العمل بها قدر الإمكان.
أكثر ما يقلق من يعتنون بمرضى الزهايمر :

ماذا إن نسيني و نسي كل ما عشناه معا؟ هل لعلاقتنا أي معنى بعد مرضه؟ هل مات حبنا و صداقتنا؟

الخوف من الوحدة خاصة و أن الفرد يحس بأن المريض شخص غريب عنه و غير مألوف له.

الخوف من الخيانة جراء الشعور الشديد بالوحدة و كثرة التوترات.

الأمر المؤلم هو أن الزهايمر يجعلنا نشك في علاقاتنا، علاقات كانت في الماضي القريب تعني لنا كل شيء، لهذا فأغلب من يعتنون بمرضى الزهايمر يقعون ضحية الاكتئاب و مجموعة من الأمراض النفسية.
كيف نتغلب على هاته السلبيات؟

الطريقة الوحيدة لتجنب الوقوع في الهاوية، هي أن تكون لديك فلسفة شخصية قوية للحياة قبل التعرض للمشاكل، الشيء الذي يمكنك من مواجهتها بشجاعة و بإيجابية.

فمن الضروري توقع حصول أي شيء و تجهيز أنفسنا عقلياً لتقبل كل المستجدات، و عندما ننظر لمن هم أعزاء علينا، يجب أن نقتنع بأن وجودهم إلى جانبنا سيدفعنا للاستمرار في العيش وحب الحياة حتى و إن أصيبوا بمرض الزهايمر.

مصدر هذا الموضوع : كيف نهتم بالأشخاص المصابين بالزهايمر؟



0 التعليقات:

إرسال تعليق